الواقع المر للنقل ( الأمين )
عندما تم اعتماد النقل المدرسي للطالبات قبل سنوات استبشرنا خيراً وأيقنا بأن هذه هي الخطوة الأولى ومرحلة يتبعها مراحل تطوير للنقل المدرسي بعد أن كانت الحافلات الصفراء في بعض المدارس تعمل بكفاءة اعتقدنا بان هذا التوجه تطوير للسابق وتعميم للخدمة وبشكل حضاري.
توفرت تلك الحافلات الجميلة لتحمل عبارة أجمل ( الأمين ) فقلنا بناتنا في أيدي أمينه مع هذه الحافلات الجميلة الضخمة وسرعان ما تسابقنا على التسجيل في ذلك النقل ومن أول يوم دراسي نريد نسمع زمجرة بوقه لنعرف كيف سوف يكون ومتى ينطلق ولكن لم نسمع شيءً.
ذهبنا بالطالبات إلى المدارس لعله أول يوم وربما لا يجيد السائق ذلك الرسم الكروكي المرفق بالنماذج ، وفي اليوم التالي وصل المحتفى به بصوته العالي فله هدير أن رئيت مظهره الخارجي تقول هذا أحدث إنتاج وان سمعة صوته تحسبه باخرة في بحر هائج .
مضت الأيام لنعيش على رسالة جوال أو اتصال يفيد بتعطل تلك الحافلة تارة وتعرض السائق لوعكة صحية تارة أخرى لانه ذلك الرجل الطاعن في السن يريد أن يكسب لقمة عيشه من عرق جبينه فأعانه الله ورزقه من نعيمه .
كان يتكرر ذلك المشهد أسبوعياً تقريباً فلا يكاد يمر عدة أيام إلى ونحن نصطف أمام أبواب المدارس لنقل بناتنا نيابة عن تلك الحافلة ، وفي آخر الفصل لا يمكن أن ينقلهم في آخر أسبوع من ذلك الفصل فيتم التنبيه بعدم وجود حافلة ، إنها معاناة عشناها مع ذلك النقل.
قررت بعدها أن لا أتعامل معه أبدا واتجهت إلى النقل المدرسي الخاص والمصرح له والذي يملك حافلات أيضاً ولكن لا يتأخر في مواعيده وان تعطلت حافلة فهناك البديل لان هناك رقابة وبحث عن استقطاب الزبائن بالرقي في تقديم الخدمة لهم . لقد ارتحت كثيراً خصوصاً في عودة الطالبات من مدارسهم.
أنني اذهب لتوصيل أبنائي صباحاً وعودتهم مع الحافلة التجارية ولكن عندما اذهب إلى المدرسة أجد الحافلة المدرسية ( الأمين ) تقبع بجانب سور المدرسة كأنها عاجزة عن التحرك لتقادم عمرها فان لها من الاسم نصيب ( الأمين ) أمينة فعلاً على مصلحة صاحب الشركة المتعاقد معه لكي لا تتحرك وتكلف صاحبها ، فأكاد اجزم بان إطاراتها لا يتم تغيرها بسبب تحركها ولكن بسبب كثرة توقفها.
أعود وأقول لكم ربما أخطئ وربما أصيب فهذه معاناة شخصيه مررت بها من تجربة وربما يكون فشلت ( الأمين ) معي ومع المدرسة ذاتها التي في الحي الذي اسكنه ونجحت في أماكن أخرى ولكن لو تم الاطلاع على العدد المسجل فعلاً في بداية دخول هذا النقل إلى نظام النقل المدرسي والآن فأنني واثق بان النسبة سوف تكون مفاجئة للجميع من حيث العدد في بداية المشروع والعدد الآن وأتمنى أن يكون الواقع خلاف ذلك.
اخيراً
شكراً حكوماتنا على كل مجهود *** من صالح الشعب السعودي فرضتوه
لكن ما ينبت شجر يابس العود *** حتى يصان الزرع لا من زرعتوه




