ام رقيبه قفر وباب فقر
من الماضي نستقي التراث ومن الماضي نعيش الحاضر فماضي الجزيرة العربية غني بالآثار الجميلة والعادات الحميدة والكرم والجود والشجاعة لا حدود لها ، هكذا كان ماضينا ونحن على الماضي سائرون ولكن هل نسير إلى هاوية الخرافات أم نتطور لنعيش حاضرنا وندمجه بماضينا ونختار الأفضل لنا ولأجيالنا القادمة.
الإبل والسيف الكرم والخيل النخلة والزيتونة كلاهما فخراً لنا وعز ومجد نسعى للحفاظ عليه فتوحيد مملكتنا الحبيبة بقيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله كانت مطيتهم الإبل وركوبهم الخيل فكانت ماضي أسس عليه حاضر.
ام رقيبه ذلك القفر الذي تكسوه الرمال وأخشى أن يكون باب فقر ينتظرنا بما تصنعه أيدينا فملاك الإبل يحشدون الإبل إليه كل عام وهذا ليس محور حديثي لان الفكرة رائعة والجائزة غالية وباسم رجل غالي رحمه الله بايعناه على الطاعة ونبايع أبنائه رحم الله من مات وأطال الله عمر البقية على الطاعة.
هنا أتكلم عن المفاسد التي نشاهدها ونسمعها وبالخصوص النعمة المهدرة والذبائح التي ترمى في تلك الرمال بدون تفكير في العواقب الوخيمة والجزاء من رب السماء فهل التنافس في الكرم يكون بهدر الأموال والنعم ورمي حاويات الأرز واللحم من اجل أن يقال فلان ابن فلان كريماً.
لماذا لا نتأمل قليلاً في قول الله تعالى .وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ .من لا يريد محبة الله ! أليس حرياً بنا أن نجاهد أنفسنا لنرضي ربنا ونسعى لكسب رضاه والفوز بمحبته.
وقوله تعالى. وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.لماذا لا نكسب اجر ذلك المال بصدقة منه وزكاته للمحتاجين أليس بأفضل من غضب الله علينا وإسرافنا في النعم.
وقوله تعالى.إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا .كل لحظة نتعوذ من الشيطان فهل نرغب أن نكون بتبذيرنا إخوان الشياطين وان نكفر بنعم الله علينا.
قال صل الله عليه وسلم (لا تزول قَدَما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه فيمَ فعل؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه ) .
أخيراً :
النعمه اللي وهبها ربنا النافع *** قادر على نزعها في غمضة العيني
فعن كلمت الحق يالأدمي دافع *** فتراك مخلوق يا ابن ادم من الطيني




