في الحي مريض نفسي
عندما شاهدت مقطع الفيديو والجريمة البشعة التي حصلت في حي السويدي بالرياض أيقنت بان من فعل الفعلة تلك ليس في قلبه رحمه واعتقد بأنه مريض نفسي .
تذكرت من هذه الحادثة أشخاص يعيشون في الحي ويتجولون في شوارعه فمنهم أطفالنا يرتجفون ومن الظهور إلى باب المنزل يترددون.
في ذات يوم وأنا في مطعم للوجبات السريعة وكنت انتظر طلبي ودخل علينا ذلك الشاب العشريني الذي أشاهده دائماً في الحي ولم أتكلم معه فمنظره يوحي بأنه شخص عادي ولكن في ذلك اليوم عرفت بأنه ليس في كامل قواه العقلية ، دخل ليزمجر بصوت مرتفع على المحاسب ويطلب منه خمسة ريالات فالتفت الجميع إليه والعامل يرد عليه بكل استخفاف واحتقار ويجره إلى خارج المحل ليعود مره أخرى ثم وقف على باب المطعم يناظر للزبائن وكان في المحل طفل ذو سبع سنوات تقريباً فاخذ يناظره بنظرات غريبه ويتكلم ويتمتم اتجاهه فتحامل الطفل على نفسه وهو خائف وطلبه لم يجهز بعد ، فاستغربت من خوف الطفل فذهبت إليه اسأله من معه ، فقال السائق في السيارة بالخارج ثم أخذت عيونه تنزف الدموع بحرقة ، وقال السيارة بعيده وأنا خائف من هذا ويشير إلى ذلك الشاب الذي تكاد نظراته تخترق جسد ذلك الطفل فأخذت بيده بعد أن اخذ وجبته التي اعتقد بأنها كانت أخر وجبة يحصل عليها من ذلك المطعم فربما تعرض لصدمة نفسيه تمنعه من دخول المطاعم لشراء وجبة محببة إليه ، قمت بتوصيله إلى السيارة وقلت قل لأبيك لا تتركني وحدي يا أبي.
فمن المسئول عن ترك أمثال هؤلاء يجيبون في شوارعنا وبين أطفالنا لا أهل بهم تهتم ولا مراكز إيواء إجبارية لهم ، فذلك الشاب يختفي لعدة أيام ثم يظهر وعندما اسأل عنه يقال لي أخذه الأمن ثم يعود مرة أخرى.
إن الكثير من الأبناء يعودون من المدارس على أقدامهم لعدم توفر النقل المدرسي لهم فمن يحميهم بعد الله من هؤلاء إن أخذهم احد هؤلاء على غرة ثم يقال مريض نفسي لا حرج عليه .
الدولة لم تقصر فقد دعمت مشاريع كثر ولكن آلية العمل يجب أن تكون بإخلاص وأمانه ، وولي أمر ذلك المريض لابد أن يطوله العقاب فأرواح الناس ليست برخيصة ليترك ابنه في الشارع وهو يعلم بأنه مريض نفسي فان لم يستطع إبقائه في المنزل فعليه تسليمه للمصحات النفسية التي تبذل عليها الدولة الجهد والمال لتصب في مصلحة مثال هؤلاء .
فأنت أيه الأب ربما أهملت ابنك في سنوات عده حتى وصل إلى هذا الحال بسب انخراطه في أمور الكل يعرفها ، أجارنا الله من ما أصابهم وشفاهم فانه الشافي سبحانه .
لن نجهل أو نتجاهل بان المخدرات لعبت دور كبير في عقلية أبناء مجتمعنا وكانت سبب في كثير من الأمراض النفسية التي نشاهدها في مجتمعنا وفي المجتمعات الأخرى في جميع بقاع الأرض ولكن يجب مراعاة الأبناء والدعاء لهم وتوجيههم التوجيه السليم من قبل ولي الأمر بالبيت ومن قبل المدارس والجامعات والمساجد والندوات.
أخيراً :
الحي للصاحين ما هو بمشفى *** ولا بــدار رعايـــة النفـــسيه
فياوالي المرضان تكفى تكفى *** لاتحتمل الأوزار فوق السيه




