" لماذا التعليقات الساخرة ؟!! "
اختلاف البيئات , واختلاف التفكير , واختلاف سيكولوجية الإنسان , لها الانعكاس الواضح والجلي في المفاهيم , والأحكام الصادرة والمتناقضة من شخص إلى آخر , نتيجة الزمان والمكان الذي يعيش فيه , فمهما حاولت أن تصل إلى التقريب في مستوى الرأي والتفكير بين عامة الناس فلن تستطيع , ولوجدت الاختلاف الكثير بين هذا وذاك , وهذه حقيقة لا بد من تقبلها , لأن هناك من ينظر إلى الصورة بشكل كامل , وهناك من ينظر إلى تفاصيلها .
الناس باختلافهم لابد من اختلاف تعاملاتهم وتصرفاتهم على صعيد الحياة اليومية , ولكل منهم رأيه وتعليقه على الطرف الآخر بأي شكل هو يعتقده مناسب لفكره وثقافته , ولا تعجب إذا أخطأ في التعليق والعكس صحيح , لأن ذلك نتيجة فكر وثقافة وبيئة أثرت فيه فجعلت منه النظر إلى الطرف الآخر بصورة هو يعيشها ويحيها .
التخبط في بعض التعليقات واختلاق المبررات , ربما تكون منطقية وربما تكون عدوانية بطريقة أو بأخرى تجعل الموضوع لا فائدة منه , لذلك لا يزيد الموضوع إلا توهجا ورواجا وإقبالا من القراء على هذا المقال أو الرواية أو القصة بنهم شديد , فبدلاً من إقصائهم وعرقلة مسيرتهم , كان من الضروري النظر لتلك المواضيع من عدة زوايا , وفهمها بطريقة تحررك من دائرة اللبس في الموضوع . ليست القضية أن نغير من قناعاتنا , ولكن هنا يستلزم احترام قناعات الآخرين ووجهات النظر المختلفة .
كلنا في محيط لا يخلُ من الأخطاء ومن الزلات التي قد تتطور إلى فقدان الشخصية المهذبة , وتخلق من العداوة ونبز الآخرين بأقاويل وأفعال ما أنزل الله بها من سلطان , وتتوسع لتكون عادة لا تراعى فيها الحقوق الذاتية الواجبة على كل مسلم تجاه أخيه المسلم . الكاتب يهدف إلى تصحيح الواقع لا لهدمه , ويسعى لنشر الفائدة المرجوة من طرحه , ويقدمها بأجمل صورة , وفي أبهى حلة بين يدي القارئ بعيدا عن التكلف و التزلف .
ختاماً:
انقلوا عني أنني لست من هؤلاء الإقصائيين , ولست أميل لشخصية دون أخرى .





