" استهلاك جيب المواطن !! "
في هذه الأيام تدلف الكثير من شرائح المجتمع إلى أسواق الماشية لشراء الأضاحي تقربا إلى الله عز وجل , وسيرا على منهج الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ , ولا يزال جور هؤلاء المحتكرين للسوق بكل شراسة واستهتار وعدم مبالاة يضخ على رؤوس هؤلاء الضعفاء الذين يدفعون المبالغة الكبيرة في شراء تلك الأضاحي , مع اختلاف أنواعها وأصنافها وجودتها في السوق .
أصبحت أسواق الماشية تخضع للتلاعب والتضخيم في الِأسعار بدون سبب مقنع , أو رؤية واضحة , بل الصحيح أن الماشية متوفرة ولا يوجد نقص في الثروة الحيوانية من وجهة نظري , ولكن يوجد من يتلاعب بالأسعار كيفما شاء ومتى ما أراد , والمواطن يقف حائرا أمام هذا الغلاء المقذع , والطمع , والجشع المودي بصاحبه في النهاية إلى الهاوية , وهذا السلوك يزيد من رغبة هؤلاء في طلب المزيد من المشتري , وعدم القناعة بالمكسب البسيط والرزق الحلال , بل يرددون هل من مزيد لاستنزاف ما بقي من ريالات في جيب ذلك المواطن , ولا يوجد هناك من يمنع هذه التجاوزات , أو أن يقنن من الإسراف في استهلاك جيب المواطن بدون تدليس أو تضخيم لأسعارها الحقيقة .
أصبحت الأضحية هم كل مواطن عند حلول عيد الأضحى المبارك , فبدلا من الاستمتاع بالأجواء الروحانية , والشعائر الدينية , أصبح التفكير بالمصدر الذي يستطيع من خلاله توفير ثمن هذه الأضحية الذهبية ـ في نظر هؤلاء المبالغين والمقصين في نظرتهم لتلك الأضاحي ـ هو الهاجس والهم الأكبر والمزعج لديه , لعدم قدرته على انجاز ما اتفق الناس على كونه مستحيل وصعب في آن واحد .
الأضحية سنة سنها رسول الأمة وسراجها المنير , ولا شك أن تارك الأضحية قد فاته أجر عظيم وثواب كبير , ولكن السؤال هل تركوا لنا هؤلاء المغالين في الأسعار أي فرصة في سبيل نيل الأجر والمثوبة ؟ هذا واقعنا في عيد الأضحى المبارك كل عام مع الأسف الشديد !!.
أيها المغالين في الأسعار يكفي ما قد سلف من استنزاف أموال الناس بدون وجه حق ولترحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .





