حماية للمستهلك أم حماية منه !
في كافة أنحاء العالم (المتحضر) تسعى وتتنافس كُبريات الشركات على رضا عملائها ليس في نوعية الخدمة المقدمة فحسب ! بل تمتد لتلمس رغباته واحتياجاته من السلع على مختلف أشكالها وأنواعها مع اخذها في الاعتبار جودة ما تقدمه ، وهي بذلك أفادت (عملائها المستهلكين) من خلال توفير كافة متطلباتهم ، واستفادت بدورها من العوائد المالية الضخمة التي تجنيها تلك الشركات من جرّاء كثرة اولئك العملاء "بما يعرف بتبادل المنفعة" ..
فنجد هذا التنافس المحموم بين تلك الشركات يلقي بضلاله على المستهلك ويطرح أمامه الخيارات الكثيرة والمتعددة ليبدأ بعدها بالمفاضلة فيما بينها .
أما ثقافة مجتمعنا (الفسيح) ، فالمعادلة تختلف كلياً والحديث عن حماية المستهلك أشبه بالحديث عن حكايا الف ليلة وليلة ..
فالمستهلك (الغلبان) محط أنظار العديد من مافيا محترفة لا تؤمن أصلاً بمبدأ تبادل المنفعة ولم تسمع عنه قط ، بل تهتم وتكرس أدائها على المنفعة فحسب ! ونجدها تتحين الفرصة للانقضاض عليه ، وما أن يكثر الطلب على سلعةٍ (ما) حتى تبدأ رحلة الصعود النفاثة لأسعار هذا المنتج ما تلبث أن تتخطاه لمنتجٍ آخر حتى أصبحت المقارنة بين سعر المنتج في أكثر من مكان يختلف ويتفاوت بفروقات تدعو للدهشة !
ويبدو أن واقعنا العام لن يحمل معه على المدى القريب (على الأقل) أي جديد ، إلا أننا سنظل ننتظر أن يتم تحديد ذلك المسئول عنالارتفاع الجنوني للأسعار !!!
وما بين مطرقة التجار وسندان "حماية المستهلك" يبقى السؤال الأصعب والأهم ! هل نحمي المستهلك (الصبور) من جشع (الهامور) ؟!
أم سيطلقها الهوامير صرخة مدوية تدعو للحماية من هذا المستهلك الغثيث ؟!





