كشفت دراسة ومسح ميداني نفذته وزارة الكهرباء أن النسبة الكلية للمباني المعزولة في أهم سبع مدن بالمملكة لا تتعدى 25 %، ويتوقع أن نسبة من تلك المباني معزولة عزلاً خاطئاً يضعف من مقاومتها الحرارية.
وبينت الورشة التي نظمتها غرفة القصيم بمدينة بريدة أمس وأعلنت عن هذه الدراسة أن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة يعمل على إعداده 120 مختصاً يمثلون 20 جهة حكومية من ذوي العلاقة، وأن هناك اتجاها لعمل مسح ميداني على المرافق الحكومية وتقديم تصورات لترشيد الطاقة لتخفيض الاستهلاك فيها بنحو 70 %.
وكشفت الورشة -التي شارك فيها رئيس فريق التوعية في المركز السعودي لكفاءة الطاقة المهندس محمد الحربي، وممثل شركة الكهرباء المهندس محمد البحيري، وممثل الهيئة السعودية لكفاءة الطاقة المهندي فيصل الدخيل، بحضور الأمين العام المكلف لغرفة القصيم عبد الرحمن الخضير- أن هناك سبع مواد معتمدة من هيئة المواصفات والمقاييس السعودية للاستخدام في عمليات العزل الحراري للمباني، وأن الخطط والتوجهات المستقبلية تركز على العمارة البيئية التي تقوم على ما يعرف بالمدن والمباني الخضراء.
وأوضح عبد الرحمن الخضير أن مثل هذه الملتقيات والفعاليات تكتسب أهمية كبيرة في رفع مستوى الإدراك والتوعية المجتمعية، وأن قطاع الأعمال يعد شريكًا أساسيًا وفاعلاً مع القطاع الحكومي للارتقاء بالجوانب التنموية وتأهيل الموارد البشرية وإعدادها؛ لمواكبة المتغيرات والتطورات في مختلف المجالات بما يحقق الغايات التي يتطلع إليها الوطن، منوها بأهمية أن تعمم آلية تطبيق العزل الحراري على كافة المباني والمنشآت العامة والخاصة.
وبين رئيس فريق الفحص والمراقبة والشهادات في البرنامج المهندس باسل السلطان أن الحملة التي استمرت قرابة شهر وتستهدف 24 مدينة من كبرى مدن المملكة من بينها بريدة وعنيزة بمنطقة القصيم وتنتهي في الخامس عشر من الشهر الحالي ليتم بدء العمل في التنفيذ الإلزامي لتطبيق قرار العزل الحراري للمباني السكنية.
وبين أن اللوائح الجديدة في القرار تنص على ضرورة أن يوقع مالك المبنى على تعهد بتطبيق العزل كشرط للحصول على رخصة البناء، مشيرا الى أن الزيارات الميدانية للكشف على جدران المباني والأسقف والنوافذ تتم للتأكد من الالتزام بالمواصفات المنصوص عليها في التصاميم الهندسية، وأن رخصة إدخال التيار الكهربائي تعتمد على إصدار شهادتي إتمام البناء والعزل الحراري الذي يكلف ما بين 3 إلى 5 % فقط من قيمة المبنى.
وأشار السلطان بحسب “اليوم” الى أن أهمية العزل تكمن في خفض استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التكييف والحفاظ على الأثاث المنزلي وتماسك المبنى لفترة أطول، وعدم تدهوره بسبب عوامل الطقس والتأثيرات البيئية المحيطة به.
إلى ذلك دعا رئيس لجنة المقاولين بالغرفة خالد العثيم إلى إيجاد شراكة حقيقية وخلاقة وتعاون وثيق بين المكاتب الهندسية والمقاولين للعمل على تنفيذ القرار السامي الخاص بالعزل الحراري للمباني؛ لما له من قيمة نوعية وأهمية كبرى في السكن الصحي والبيئي.
وشدد على أهمية أن تسخر الجهود لتوعية الملاك أن العزل الحراري يعتبر عنصراً أساسياً للمباني السكنية، مؤكداً على ضرورة ترشيد الاستهلاك والحد من هدر الطاقة في المرافق الحكومية والمنشآت العامة.
وكان مستشار الرئيس التنفيذي للعزل الحراري في الشركة السعودية للكهرباء المهندس فهد الحسيني أعلن من خلال ورشة عمل نظمت في الاحساء، أنه سيتم تطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة سواء السكنية أو التجارية أو أي منشآت أخرى بشكل اجباري، ومن لم يلتزم لن يتم إيصال التيار الكهربائي له.
وأكد أن الآلية في تطبيق العزل الحراري تعتمد على الحصول على المعلومات المكتملة عن رخص البناء الصادرة والتي يتم ارسالها الكترونياً من الأمانات والبلديات للشركة، ثم تقوم الشركة بإرسال رسالة نصية لهاتف صاحب الرخصة لطلب الاتصال على الرقـم المجاني للشركـة لحجز الموعد الذي يرغب به، ليقوم فريق العزل الحراري بالشركة بزيارة مبناه؛ للتأكد من تركيب عزل الجدران، ثم يتكرر حجز الموعد والكشف في مرحلة الأسقف ومرحلة تركيب زجاج النوافذ.
وبين أنه بعد اجتياز المبنى للمراحل الثلاث للكشف عن العزل بنجاح تقوم شركة الكهرباء بإرسال شهادة بذلك للبلدية المعنية، والتي تقوم بدورها بإعطاء شهادة اتمام البناء لصاحب الرخصة.
وأوضح ان الشركة قامت بتوظيف وتدريب فريق مكون من 230 مهندساً وفنياً من الشباب السعودي تم تأهيلهم وتجهيزهم ببرامج الحاسب الآلي والمعدات والسيارات لتنفيذ الخطة التي وضعتها الشركة لتطبيق الآلية على مستوى مدن المملكة، كما قامت الشركة بتأهيل مكتب الخدمات التابعة لها في أرجاء المملكة للتواصل مع المواطنين لنشر ثقافة التوعية بفوائد استخدام العزل الحراري عن طريق عمل بيوت ترشيد في كل مكاتبها وفي الأمانات والبلديات الرئيسية.
التعليقات
اترك تعليقاً