بعد اختلاط الحابل بالنابل بين الرقاة الشرعيين وأشباههم لم يعد المرء يفرق ما بين شيخ متمكن من أصول الرقية الشرعية أو من يتاجر بها، لأن الغريق كما هو معلوم يتمسك بقشة.

والكل يعلم أن العلاج بالقرآن ثابت بأدلة شرعية، لكن الرقية الشرعية تحوّلت فيما بعد إلى متاجرة ودجل وسرقة لأموال الناس، فيما يتّخذ منها آخرون وسيلة للشهرة أو لتحقيقِ مآرب أخرى.

وبحسب قناة العربية أجري فريق برنامجها المشهور”مهمة خاصة” تحقيقاً حول هذا  الموضوع  في السعودية.

وعن هذه الظاهرة وبعض الرقاة الذين استنكروا التطرق لهذا الموضوع قائلين “إنكم تهاجمون من يقرؤون كتاب الله” تحدث الباحث الفقهي سعد السبر قائلا “الرقاة الشرعيون الذين يتقون الله وهم كثر مستثنون من حديثي”.

واستطرد “نحن نتكلم عن رجل يريد أن يبتز امرأة ويأخذ أموالها وعرضها، ومن آخر يقرأ على امرأة فإذا أتى يرقيها خلى بها”.

وتطرق البرنامج مهمة خاصة في هذا الأسبوع لموضوع الرقية، بشقيها الشرعي وما ورد عن النبي محمد والصحابة والسلف الصالح، والرقية المقترنة بنوع من الشعوذة والأجواء الروحانية.

فبعد اختلاط الحابل بالنابل بين الرقاة وأشباههم لم يعد المرء يفرق ما بين شيخ متمكن من أصول الرقية الشرعية أو من يتاجر بها، لأن الغريق كما هو معلوم يتمسك بقشة.

وبحسب الثقافة الإسلامية فإن الرقية الشرعية والعلاج بالقرآن ثابتة بالأدلة الشرعية المعتبرة، لكنها تحولت فيما بعد إلى متاجرة ودجل وسرقة أموال الناس، ويتخذها آخرون وسيلة للشهرة ولتحقيق مآرب أخرى على غرار الاعتداء الجنسي.

وللرُقية شقان، الأول يتبع الكتاب والسنة النبوية الشريفة وما ورد عن الصحابة والسلف الصالح، وهي ما تسمى بالرقية الشرعية، والشق الآخر يعتمد على الشعوذة وأجواء روحانية لتحضير الجان مع البخور والماء والأعشاب الأخرى.

حياةٌ أخرى وعالم يغص بغرائب وأوهام دخلها الناس المرضى بحثا عن العلاج والشفاء، تاركين مصيرهم بأيدي معالجين لا يملكون مؤهلا طبيا بل تزكية من الأصحاب والأقارب.

كما فتح الرقاة صيدليات لهم على شكل عطارات لتسويق الوهم بالماء والعسل والزيت باسم الرقية الشرعية أو العلاج بالقرآن.

واتخذوا لأنفسهم أماكن نائية واستراحات بعيدة تكلف الذي يسلك طريق العلاج بالرقية سفرا وتعبا وأموالا، وعلى الرغم من ذلك فهناك إقبال واسع من قاصدي هذا النوع من العلاج لعدم معرفة المرضى من هو المتاجر ومن هو الراقي الصحيح.