ابدى مدير جامعة سابق وأكاديمية وإعلامي استيائه من واقع البيئة المدرسية والمناهج الدراسية والمدارس الأجنبية، معتبر اياها سببا في تقليص دور المعلم في مكافحة الإرهاب وترسيخ الولاء والانتماء والاعتزاز والافتخار بالوطن.

جاء ذلك خلال ندوة «دور المعلم الوطني في مكافحة الإرهاب» التي نظمها مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم أمس (الخميس) في الرياض، برعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى،حيث اتهم مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقا الدكتور محمد العقلا المدارس بأنها ليست بيئة جاذبة للطلاب،

واوضح «شاهدنا كيف كان شعور الطلاب بعد عودتهم للمدرسة من الإجازة الصيفية، وكأنهم يساقون إلى الموت، فالمعلم لا يمكن أن يعمل ويؤثر دون دعم الوزارة ومنح الصلاحيات ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين الوزارة والمدرسة».

وأردف«عندما تتوفر كل هذه المعطيات وتكون المدرسة بيئة جاذبة يكون للمعلم دور فاعل ومؤثر في الاضطلاع بدوره التربوي والتعليمي والوطني».

فيما قالت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتورة عزيزة المانع، أن المدارس الأجنبية تعمل على طمس الهوية القومية، وقالت «لن تنجح محاولات ترسيخ مفهوم المواطنة ما لم نلتفت التفاتة جادة إلى ما تقوم به المدارس الأجنبية من إضعاف للانتماء الوطني، عبر التدريس باللغة الانجليزية، والاعتماد في التعليم على كتب أجنبية»، معتبرا إياها من أقوى العوامل التي تفصل الطفل عن هويته ولغته وثقافته القومية، ومن ثم إضعاف المواطنة عنده.

وانتقد المستشار الإعلامي والكاتب الصحفي إدريس الدريس واقع المناهج التي ينبغي أن يجرى لها «رجيم» «ونكثف الساعات الحرة وتنظيم رحلات إلزامية ميدانية للطلاب إلى المتاحف والأماكن التاريخية والسياحية في بلادنا التي طرقها المستشرقون وألفوا عنها، وأن نزرع الشعور بالفخر والاعتزاز بوطننا».

لافتا إلى «أننا كسعوديين لدينا شعور بالنقص تجاه ذواتنا وبلادنا وطالما جلدنا ذواتنا ومدحنا غيرنا والسبب لأننا لا نكاد نعرف بلادنا جيدا ونجهل وزنها سياسيا واقتصاديا».

واتفق وزير التعليم اليمني السابق الدكتور عبدالسلام الجوفي، على أن المدارس لا تقوم بدورها بصورة مرضية، داعيا إلى تحويلها إلى مؤسسات ذات صلاحيات مالية وإدارية مستقلة.

وتطرق نائب وزير التعليم سابقا الدكتور حمد آل الشيخ للمعلم ودوره المحوري في تعزيز الوسطية والوطنية ومعالجة الغلو والتطرف.

وأوضج كبير المستشارين في الإدارة العامة في الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عثمان الصديقي إلى أن دور المعلم يبرز في تأصيل قيم تعزيز الأمن الفكري وغرسها لدى الطلاب، «وهنا يجب أن ينمي المعلم قدراته ومهاراته، حتى يكون قدوة أمام طلابه ويربط الأقوال بالأفعال».

وفيما قسم مدير جامعة الطائف ومدير مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم المسؤولية الوطنية إلى ثلاثة أقسام،

فيما صنفت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور فوزية البكر المعلمين إلى أربعة أصناف المجتهد والمقتصد والمقرر والمقصر، داعية إلى إعادة تعريف المعلم، وتعزيز أدوات تطويره