تحقق البحرية الكندية في مزاعم أحد الغواصين بأنه قد وجد “القنبلة النووية المفقودة”، وهي قنبلة من طراز مارك ٤، فُقدت بعد أن تحطمت قاذفة القنابل الأميركية B36 في المنطقة أثناء الحرب الباردة.

كان الغواص شون سميريشنسكي يختتم يومه بعد الغوص قرب هايدا جويي، وهو أرخبيل يقع على بعد 80 كيلومتراً غربي ساحل كولومبيا البريطانية، عندما عثر على ما يمكن أن يكون بقايا أول “سهم مكسور”، وهو الاسم الحركي للحوادث المتعلقة بالأسلحة النووية الأميركية بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وقال سميريشنسكي بحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية لهيئة الإذاعة الكندية: “لقد كنت أبحث عن السمك فحسب، من أجل اليوم التالي. وقررت أن أقوم بغوص استطلاعي، فوجدت نفسي قد ابتعدت كثيراً عن قاربي. وهناك وجدت شيئاً لم أرَ له مثيلاً قط”.

وقال سميريشنسكي إن الجسم الذي وجده كان ضخماً، طوله حوالي 12 قدماً. وقال: “كان يشبه قطعة خبز قطعت من منتصفها، ثم في منتصف الخبز، كانت توجد كل تلك البراغي مصبوبة فيه، مثل أنصاف الأقطار. لقد كان ذلك أغرب شيء رأيته في حياتي”.

خرج سميريشنسكي من الماء، ووصف، بحماس، الجسم الدائري الذي وجده، والبراغي الأكبر حجماً من كرات السلة التي وجدها فيه. رسم سميريشنسكي شكلاً تقريبياً لما رآه على منديل، وقال: “قلت لطاقم قاربي: يا إلهي لقد وجدت جسماً فضائياً”.

بدأ سميريشنسكي يسأل الناس، ليعرف إذا ما كان أي شخص آخر قد رأى ذلك الجسم الغريب الذي رآه هو. وقال لجريدة “فانكوفر صن”: “لم ير أحدٌ ما رأيت، ولا سمع به من قبلي، لا أحد قام بالغوص في تلك المنطقة. ثم أخبرني رجل كبير في السن: آه، ربما تكون قد وجدت القنبلة”.

كان ذلك الرجل يشير إلى القنبلة مارك 4، وهي قنبلة نووية طولها 10 أقدام، على شكل منطاد، تزن حوالي خمسة أطنان، وكانت قد اختفت في المحيط الهادئ أثناء تدريب للقوات الجوية الأميركية في 13 من فبراير/شباط 1950.

وبحسب متحف الطيران الملكي بغرب كندا، فإن قاذفة القنابل العابرة للقارات قد غادرت القاعدة الجوية في ألاسكا في مهمة محاكاة إسقاط في سان فرانسيسكو، عندما اشتعلت النيران في محركاتها الستة.

وأجبر طاقم الطائرة على التخلي عن القنبلة، لكن تقارير سلاح الجو الأميركي تقول إنهم تخلصوا من القنبلة في المحيط الهادئ أولاً. وقال الجيش الأميركي إن القنبلة كانت كبسولة وهمية، محملة بالرصاص بدلاً من البلوتونيوم، وهي المادة التي لا غنى عنها لإحداث انفجار نووي.

اختفت حاملة القنابل من على شاشات الرادار قبل حلول منتصف الليل. بعد ذلك بأيام، وجد 12 رجلاً من أصل 17 من طاقم السفينة أحياءً. أما الطائرة التي ضبطها الطاقم على وضع الطيار الآلي قبل أن يقفزوا منها بالمظلات، فقد اصطدمت بالجبال المغطاة بالثلوج شمالي مقاطعة كولومبيا البريطانية.

وقد أدى التشابه بين ما رآه سميريشنسكي، وقصة القنبلة النووية المفقودة إلى أن يبحث في الإنترنت. وقال سميريشنسكي لـ”سي بي سي”: “وهناك وجدت قصة تلك القنبلة المفقودة”.

وجد سميريشنسكي صورة تشبه ما رآه. وقال: “كانت صورة دائرة كبيرة فيها تلك الكرات. لم تكن عندي أدنى فكرة أن بعض القنابل تحتوي على هذه الكرات الكبيرة، أكبر حجماً من كرات السلة”. وجاء في أحد الأبحاث أن تلك الكرات، التي يصل قطرها إلى حوالي 20 إنشاً، هي مكان المتفجرات المخزنة في قنبلة مارك 4.

وقعت حاملة القنابل على بعد 50 ميلاً تقريباً من مكان غوص سميريشنسكي، الذي قال: “أنا في المكان الصحيح، ويبدو أن ما وجدته قد يكون قطعة من هذا الشيء النووي. وإلا فما الاحتمالات الأخرى؟ لقد كنت أظن ما رأيت جسماً فضائياً، لكن من المرجح أنه ليس جسماً فضائياً، أليس كذلك؟”.

وقد فصّل سميريشنسكي ما رآه في رسالة إلكترونية، أرسلها إلى وزارة الدفاع الوطني الكندية، الذين أخبروه أنهم يبحثون في الأمر “بكثير من الاهتمام”.

وقالت القوات المسلحة الكندية، يوم الجمعة، إن سفينة من البحرية الكندية سوف ترسل في الأسابيع القادمة للتحقق من الأمر. وقال متحدث رسمي حكومي إن السجلات الحكومية تشير إلى أن القنبلة المفقودة كانت وهمية ولا تشكل خطراً كبيراً من ناحية الانفجار النووي.

وقال المتحدث: “ومع ذلك، فنحن نريد التأكد وإجراء مزيد من التحقيق حول ذلك الأمر”. وأضاف المتحدث أن فريقاً متخصصاً في الذخائر غير المنفجرة سوف يقوم بتحديد الأخطار التي تشكلها تلك القنبلة، إن كان ثمة أخطار، وتحديد ما إذا كان ينبغي استعادة القنبلة أو تركها حيث هي.