انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الوصفات والخلطات لبعض الأعشاب والمعلومات المغلوطة بين المرضى، ولجوء بعض المرضى لمعالجين في الخارج ، و اتضح بعد علاج الكثير من الحالات منهم ازدياد وضعهم سوءا.
وحذر رئيس الجمعية العلمية السعودية لمرض السكري عبدالرحمن الشيخ مرضى السكري من اتباع ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«واتساب» عن علاجات للسكري.
واوضح الشيخ وهو استشاري وأستاذ الغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز إن نقص المثقفين الصحيين المتخصصين في المراكز الصحية في مرض السكري من أبرز الأسباب التي أدت إلى انتشار مرض السكري، إضافة إلى كونه أحد الأمراض الوراثية، وزيادة السمنة التي تعتبر سبباً رئيساً فيه. وأضاف أن أهم التحديات لدينا في علاج هؤلاء المرضى هو عدم الثقافة العلاجية لدى المرضى، إذ يحتاجون إلى رفع الوعي الطبي لديهم، وذلك لمتابعة أساسيات علاج مرضى السكري من متابعة الحمية والرياضة وكذلك متابعة العلاج ،وفقا ل” الحياة”.
وأضاف أن خوف المرضى من الأنسولين في حال عدم جدوى الحبوب في التحكم بالسكر فاقم أعداد المصابين بالسكري، مشيراً إلى أن بعض مشكلات السكري بدأت في التلاشي بسبب اكتشاف أنواع كثيرة من الأنسولين طويلة وسريعة المفعول، ومنها على سبيل المثال الأقلام العلاجية الجديدة، التي تهدف إلى التحكم في معدل السكر،وأثبتت الدراسات أن التحكم في السكري يؤدي إلى الإقلال من الإصابة بمضاعفات السكري.
فيما قال استشاري الغدد الصماء رئيس قسم الأمراض الباطنية مدير مركز السكري في مستشفى القوات المسلحة بالهدا سعود السفري: «تصل نسبة السعوديين المصابين والمعرضين للإصابة بمرض السكري إلى 38 في المئة، وتحتل المملكة المركز الأول في نسبة المصابين بالمرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بواقع 3.6 مليون سعودي مصاب بالسكري، ومن أكبر مشكلات مرض السكري أنه صامت من دون أعراض حادة في غالبية الحالات، وهذا يؤدي للتهاون في علاجه منذ البداية».
وأفاد السفري أنه لا يوجد حتى اليوم دواء واحد مثالي للسيطرة على مستوى السكر بالدم، وغالبية الأدوية المتوافرة لها بعض الآثار غير المستحبة لدى مرضى السكري، نتيجة لطبيعة حدوث المرض، ولا بد من الجمع بين أكثر من دواء أو مستحضر للمريض الواحد للوصول إلى نسبة مثالية للسكر في الدم. وبالنسبة للعلاج بالأنسولين، قال إنه منذ اكتشافه منذ نحو قرن والجهود مستمرة وحثيثة للوصول إلى أنسولين مثالي لعلاج مرضى السكري سواءً من النوع الأول أو النوع الثاني، إذ بدأنا في السنوات الأخيرة نلحظ مدى الاهتمام البالغ لتصنيع الأنسولين عن طريق الهندسة الوراثية، التي اقتربت من الوصول إلى طريقة مماثلة لعمل الأنسولين لدى الأشخاص الطبيعيين، ومن ذلك الأنسولين الذي يقوم البنكرياس بإفرازه على مدى ٢٤ ساعة في اليوم بصرف النظر عن نشاط أو غذاء الشخص، وهو ما نطلق عليه الأنسولين القاعدي أو طويل الأجل، إذ إنه ضرورة لكل الأشخاص.
وأوضح أن الميزة التي يمتاز بها الأنسولين المصنع وراثياً هو تلافي أهم المعوقات السابقة في أنواع الأنسولين السابقة، ومنها قلة حدوث نسبة هبوط السكر الحاد أو ما نسميه نوبات هبوط السكري، وعدم الحاجة الى أخذ مثل هذا النوع أكثر من مرة في اليوم، والآن أصبحنا نملك أنسولين طويل المفعول لأكثر من ٢٤ ساعة، وفي ذلك مرونة كبيرة لكل المرضى، إذ يمكن تناوله في أي وقت في اليوم من دون ضرورة إلى الالتزام بوقت محدد، كما أن هناك انخفاضاً في نسبة نوبات انخفاض السكر طوال اليوم، وخصوصاً أثناء الليل بصرف النظر عن وقت حقنه.
التعليقات
اترك تعليقاً