يُعاني المجتمع السعودي على وجه التحديد والخصوص من العديد من الفوبيات وهي كلمة يونانية تعني الرهاب أو الخوف أو الفزع.
ولأننا مجتمع “محافظ”، فقد انتشرت بيننا فوبيات لا يُشاركنا فيها أحد، بحيث أصبحت ماركة سعودية مسجلة، وهي بلا فخر عديدة ومتنوعة ومتجددة ومن أهمها فوبيا النساء أو فوبيا المرأة.
تقع المرأة السعودية ضحيةً للصراعات الأيديولوجية والاجتماعية والفكرية، وتبرز قضية المرأة كوقود مستعر لا ينفد للمعركة الوهمية المحتدمة بين جميع الأطراف وكلاً منهم يريد الإملاء عليها بما يشتهي.
قبل أيام ظهر خطيب على أحد المنابر في خطبة الجمعة وأطلق الاتهامات يمنةً ويسرة على الأطباء والطبيبات ووصفهم بأبشع الأوصاف وأقذرها وهم من أفنوا وقتهم للعلم ولمساعدة الناس بدون النظر إلى أصل أو عرق ولم يكتفي بذلك بل أطلق الاتهامات على كل من يرضى أن تعمل ابنته أو زوجته أو اخته في هذا المجال ووصفهم بالدياثة وبألفاظ لا تقال في الشوارع فما بالك أن تقال على منبر وأمام الجميع وسط سبات عميق من وزارة الشؤون الاسلامية خاصة وأن هذا “السفيه” قد أصدر بحقه حكماً بالسجن لمدة أربعين يوماً لتكفيره أحد الفنانين علانية على نفس المنبر ولكن لم يطبق هذا الحكم ولا زال يرتع ويمرح على أعراض المسلمين وبكل بجاحة وكأنه المسؤول عنهم أوعن شرفهم يا أخي إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه هل هذا أسلوب يقال في خطبة الجمعة ، إن النصح لا يكون بهذه الطريقة الفضة المنفرة للجميع فاحترام المسامع أمراً ضرورياً في المنابر.
يا وزارة الشؤون الإسلامية اختاروا الخطباء المفوهين العالمين بما يقولون الرفقاء بالناس والمبشرين لهم لا المنفرين المضيقين على عباد الله.
ختاما:
المرأة صنعت أجيال ناجحة فكيف لها أن لا تبني مجتمعاً مثالياً بعملها والإخلاص فيه.