روى مواطن يدعى حسن خاشقجي أحد الناجين من مجزرة ليلة رأس السنة في إسطنبول تفاصيل نجاته هو وزوجته من الهجوم الإرهابي .

و يقول جاشقجي أنه في البداية سمع صوت “دربكة” وضوضاء، فتوقع أن يكون شجاراً بين بعض المتواجدين، فتحرك ليطمئن على الوضع، فتفاجأ بصوت إطلاق النار، فاختبأ هو وزوجته في منطقة “التراس” ، مضيفاً أنه غطى زوجته ليحميها من الرصاص وسط صراخ المتواجدين، فصرخت زوجته هي الأخرى قائلة “أريد أن أذهب إلى بيتي وأطفالي”، فرد عليها “فكري في الجنة ورددي الشهادتين”، لافتاً إلى أن الطلقات كانت مستمرة وتتوقف عشر ثوان ثم تتكرر من جديد.

وتابع : “زحفت أنا وزوجتي نحو باب يؤدي إلى مخرج، وتخطينا بعض الجثث والأشخاص المنبطحين على الأرض، وهرولنا إلى نهاية المطعم حيث يوجد البحر، ومن ثم قفزت زوجتي في الماء، وقمت بمساعدة فتاتين سعوديتين ورميتهما في الماء لإنقاذهما من الموقف”.

وأضاف خاشقجي: “وجدت على رصيف البحر أحد السعوديين الناجين وزوجته، فساعدني في إخراج زوجتي والفتاتين من الماء، ثم قمنا بتأمين الفتيات في مكان آمن، وطلبنا المساعدة من أحد الزوارق فنقل بعض المصابين للمستشفى، لكن لم أستطع الركوب معهم أنا وزوجتي لصغر حجم الزورق.

وتابع: “اختبأت أنا وزوجتي في مستودع صغير، واتصلت بأخي في جدة ليتواصل مع السفارة أو الشرطة التركية لمساعدتي، وانتظرنا لبعض الوقت وصوت الطلقات ما زال مستمراً، فأرسلت آخر كلماتي في رسالة لأهلي، لاعتقادي بأنّا لن نعود لهم مجدداً”.

وأشار إلى أنه رأى الشرطة البحرية، فأرسل لهم إشارة استغاثة عبر فلاش الجوال، إلا أن المسلح أطلق النار نحو الشرطة فأجبرهم على الهرب، مشيراً إلى أن المسلح كان على بعد خطوات منهما وكان يمكن أن يطلق النار عليهما في أي لحظة.

و أوضح خاشقجي أنه بعد الانتظار، وإذ بكشاف يُسلط على عينه ومسدس يوجه نحو رأسه، فظن أنه المسلح وأنها نهاية حياته، فبدأ يصرخ “أمان أمان”، لكن من حسن حظه أنهم كانوا قوات الطوارئ التركية التي وصلت إلى المكان ، مضيفاً خرجنا من المخبأ وشاهدنا الجثث الملقاة على الأرض في صالة المطعم، وجمعتنا الشرطة مع الناجين، ومن ثم نقلونا إلى مكافحة الإرهاب ومنها إلى الفندق، وتمت معاملتنا بشكل جيد ورفض الفندق أخذ ثمن الوجبة التي أحضرها لنا، وبعدها انطلقنا في رحلة العودة سالمين إلى جدة.