اثبتت إحدى الدراسات أن الأشخاص المتزوجين يمكن فعلاً أن يشعروا بالسعادة وأن يكونوا سعداء. ولكن ما تبيّن حقاً أن الزواج، الذي هو وضع اجتماعي، ليس هو في حد ذاته سبب السعادة، بل سبب آخر ستفاجئين عندما تعلمين أنه الحجر الاساس في السعادة الزوجية: إنه الالتزام.

العلاقة كالحديقة

فكري بالمؤسسة الزوجية التي يسودها التناغم على أنها حديقة رقيقة تحتاج إلى العناية والاهتمام. تقدم هذه الحديقة الكثير من الفوائد منها الجمال والسلام والهدوء والأمان. هنا تحديداً، تنمو الحميمية بين الزوجين، في هذه الحديقة التي تمنحك فرصاً لتجرّبي جميع المشاعر المذكورة. في الزواج يكون باب الحديقة مقفلاً، ولكن أين المفتاح؟ إنه الالتزام. الالتزام الذي يعنى اتفاق الزوجين على الاهتمام بالحديقة حتى تنمو بطريقة صحّية، والتي ستذبل إذا ما أهملت. يمنح الالتزام الزوجين القدرة على التماسك وتحدّي العواصف التي تواجههما في حياتهما الزوجية.

قوة الالتزام الحقيقي

الالتزام هو أن تتركي نفسك في علاقتك وأن تنسحبي معها حتى النهاية، وأن تعدي نفسك بأنها أولوية وستقومين بكل ما يمكنك لتغذيتها وتقديم الدعم لها. في المقابل، يجب أن تعرفي أن الخلافات والمشاكل في العلاقة واقعة لا محالة. لذا، إن شعرت بالتهديد أو برغبة في الانفصال، فهذا يعني أنك غير ملتزمة… وإن حلمت ولو في سرك أن تكوني شخصاً آخر غير ما أنت عليه، فهذا يعني أنك غير ملتزمة. لكن إن شعرت بالرضى حتى في خضم الخلاف ورأيت فيه وسيلة لزيادة متانة علاقتك الزوجية ومصلحتها، فهذا يعني أنك ملتزمة وأن حبك جوهري أصيل، لأن الالتزام الحقيقي بينك وبين زوجك سيمنحكما الأمان والثقة اللذين تحتاجان إليهما ليحب أحدما الآخر.

الالتزام يخلصك من القيود

الالتزام هو محفز الحميمية والثقة، لأنه يساعد الزوجين على التخلص من مخاوفهما، وأيّ أمر قد يشعرهما بالألم حتى لو كان ماضياً، إذ يدخل الجميع إلى الزواج حاملين الكثير من المخاوف والحواجز. ولكن مع الوقت، يعمل الالتزام على فك قيود هذه المخاوف التي تحول بينك وبين الحب.

الزواج لا يعني التزاماً متساوياً

يمر المتزوجون بالكثير من الأفعال التي تخل بالالتزام في علاقتهم الزوجية. أغلب هذه الأفعال تكون عبارة عن قرار يتخذه طرف واحد كالخيانة أو الانشغال الدائم بالعمل أو حتى اتخاذ قرارات أحادية الجانب. من هنا، تثبت نظرية أن الزواج وحده لا يمنح السعادة، بل الالتزام هو الذي يؤمنها.