زقاق صغير بجوار مسجد الحسين في قلب القاهرة العتيقة، وشارع أصغر تكاد تمر به لكن رائحة التاريخ الذي مر من هنا ما زلت تملأ المكان بعبقها، فعلى ناصية هذا الشارع الضيق المتواري في هذا الزقاق توجد قهوة الفيشاوي الذي قد يقارب عمرها تاريخ دولة عظمى اكتشفت قبلها بقرنين فقط.
فقبل نحو 240 عاما، في عصر المماليك وتحديدًا في عهد محمد بك أبو الدهب، بدأ الفيشاوي بتقديم القهوة إلى أصدقائه والزائرين لمنطقة الحسين في زقاق حي خان الخليلي في القاهرة مساء كل يوم بعد صلاة العشاء، حتى أصبحت تعرف باسم “ قهوة الفيشاوي ” ، ويعد هذا المقهى تاريخا غنيا لكونه يحظى بشعبية كبيرة بين النخبة المصرية والزائرين العرب لما يحكيه المقهي عن الأصالة والتراث.
كاميرا «صدى» رصدت إقدام السياح وكثير من فئات المجتمع المترددين على هذا المقهى وكأنهم يحجون إلى أثر تاريخي يحمل بين جدرانه أسرار كل من ارتاده من عباقرة الفن والأدب والسياسة.