تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تنظم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تحت مظلة ” برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة “، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ووزارات الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم، وعدد من مؤسسات الدولة ذات العلاقة نهاية شهر ذي الحجة من العام الجاري 1438هـ، الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة، وذلك في مدينة الرياض.

ورفع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تقديره ومنسوبي الهيئة والجهات المشاركة كافة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على رعايته الملتقى الذي يأتي في إطار الدعم والاهتمام الذي يوليه لكل الجهود المتعلقة بالتراث الوطني بشتى مجالاته.

وأوضح أن الهيئة تعمل بتوجيهاته الكريمة على رفع الوعي بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وربط المواطنين بتاريخ وطنهم الذي كان منطلقاً لعدد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة التي توجها الإسلام العظيم، وتعريفهم بهذا الغنى الحضاري وتعزيز روح الانتماء، وهو ما تمثله أهداف الملتقى، مؤكدا أن الهيئة حريصة على أن تستلهم جوانب تميز هذا الوطن العظيم وحضاراته وقيم مواطنيه في كل المؤتمرات والملتقيات والفعاليات التي تنظمها.

وقال: “إننا نستهدف بأنشطتنا في الآثار ومجالات التراث التي تشرف عليها الهيئة – مثلما هو الحال في أنشطة السياحة – نستهدف تعزيز قيمنا المتمثل في ديننا العظيم وتعاليمه السمحة، وموروثنا وثقافتنا التي توافق عليها المجتمع وتمسكنا باحترام ثوابتنا وجذورنا في وطننا التي هي القيم الأساس التي نعتمد عليها ونعتز بها، وهي أعلى وأثمن ما في الوجود، والتعالي عليها والاحتقار لكل ما هو وطني أصيل أو تاريخي هو نوع مقيت من الجهل الذي يرفضه العقلاء جميعاً ، محافظة على أعز مكونات بلادنا وسر التئام شملها ولحمة أهلها وقيادتها، وما توافق عليه أهلها في الماضي واختاروه لبقائهم في المستقبل.

وأضاف، ” وهذه هي النظرة التي تعلمناها من سيرة المؤسس رحمه الله وأبنائه ملوك المملكة من بعده، التي تواصلت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بين عبد العزيز الذي لا يجادل أحد على أنه رمز للأصالة والحفاظ على الهوية، كما أنه رمز للتقدم والتحديث مع الالتزام بالقيم، وهو ما يؤكده – أيده الله – في كل مسؤولية قادها وكل مرحلة تولى أمرها.

وبين أن هذا الملتقى يستهدف الاستنارة بهذا النهج وتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لإبراز ما تزخر به بلادنا من غنى في الآثار وفي القيم وتعريف المواطنين به”، مشيرا سموه إلى أن الوحدة الوطنية لهذه البلاد تأسست على منظومة من القيم الإسلامية والأخلاقية، وعلى ترابط المواطنين المستمر بعقد تاريخي أساسه الإسلام والاحترام والقيم الراسخة الموروثة.

وقال الأمير سلطان بن سلمان: ” نعي تماما أننا نعيش على أرض شرفها الله بخدمة الحرمين والإسلام والمسلمين، واهتمامنا بالتاريخ والتراث الحضاري هو لتعزيز معرفة المواطنين وخاصة الشباب منهم بمن هم، وإلى أي أرض ينتمون، وما عليهم من مسؤوليات في مستقبلهم للتطوير والتحديث، بالتزامن والتوافق التام مع مسئوليتنا نحو هذا الوطن ومكانته وتاريخه العظيم ” .

وأكد أن الهيئة بدأت الاستعداد لهذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في المملكة وأحد أكبر الملتقيات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، من خلال لجان تحضيرية من الجهات المشاركة، لافتا إلى مشاركة علماء آثار ومتخصصين من عدد كبير من دول العالم، في هذا الملتقى الذي سيشهد توثيقاً لإسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات وحلقات نقاش مع أهم المتخصصين السعوديين في هذا المجال، وعددا من جلسات العمل وورش العمل والمعارض المتخصصة، إضافة إلى إطلاق مبادرات ومشاريع متزامنة في مجال الآثار.