أصدر الزميل أبكر الشريف كتابه الأول المعنون بـ(بين السماء والأرض) في أدب الرحلات، والذي سطّر فيها مجموعة من الخواطر عن الرحلات التي جاب فيها الأرض، وجاء الكتاب في 120 صفحة من القطع المتوسط، ويوزع في دار مدارك في معرض الرياض للكتاب.
لم يبن المؤلف كتابه عن الطريقة المعتادة لتقارير الرحلات التي تهتم كثيرا بذكر معلومات فجةـ لا تهم إلا الباحثين والجغرافيين، بل جعل عينيه هي التي تكتب، ووضع جزءا من نتاجه في هذا الكتاب.
دار الكتاب بين أقطاب الأرض، الشرق والغرب والشمال والجنوب، فبدأ من الولايات الامريكية غربا، فذكر فيها صور من ولاياتها، وحديث مفصل عن مكتبة الكونجرس، وولاية لوس انجلوس التي افرد لها المؤلف جزءا من حديثه في هذا الجزء.
وانتقل المؤلف من الغرب إلى الشرق، إلى الصين، التي خبر جزءا من نشاطها التجاري بحكم زيارته المتكررة اليها، فحاول أن يقرأ جزءا من هذا النشاط المحموم بعين الزائر، ويرى كيف تكون هذه العظمة التجارية، وماهي الأسرار الصناعية التي يقف عليها الشعب الصيني، ليصل إلى هذه المرحلة من التفوق التجاري.
وفي الشرق جلب صورة من جمهورية اندونيسيا، التي كان لها حضور مميز من التاريخ الاسلام العريق في شرق آسيا، وبالكتاب جانب من الدول الأفريقية التي يندر زيارتها، ولا يجد عنها الزائر أو السائح ما يشفي غليله، ومن (بين السماء والأرض) تبدأ الحكاية.

ويقول المؤلف عن كتابه: “الكتابة في فن الرحلات من أسهل ما يكتبه القارئ وأصعبه في الوقت ذاته، فهو يضطلع بمهمة نقل القارئ الى الرحلة التي ارتضاها الكاتب لنفسه نقلاً وتوثيقاً، والأغلب على كتابات الرحلات انها تكون عفو الخاطر وليدة اللحظة، يصعب استكتابها، أو إعادة بنائها إلا بالمراجعة التصحيحية.

ويضيف: “حكاياتي في اسفاري هذه ليست ضربا من الخيال، أو نسجاً من الأوهام، بل هي مشاهد رأيتها بأم عيني، فحاولت أن أنقلها لكم، لتكون بداية لتأريخ رحلات كثيرة، ورحلتي هذه لن تكون كمايريده الكثيرون، بل هي نسج قلم لا أتدخل فيها كثيرا، بل أدع القلم يكتب ثم أعود لأنقحها لغويا وفكريا، وقليلا ما أتدخل في صلب العملية حتى أكون منصفا لقارئي العزيز”.