واجهت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، البطالة النسائية بين أوساط السعوديات وما تعانيه الباحثة عن عمل من تحديات الالتحاق بفرصة عمل مناسبة، بجملة من المبادرات والبرامج، يأتي من بينها برنامج العمل عن بُعد، والذي ساهم بشكل مباشر في التغلب على تحديات وسائل النقل بالنسبة للمرأة العاملة، إضافة إلى أبعاده المجتمعية في تحقيق التوازن الأسري، بالنسبة لمن تمنعهن ظروفهن من المشاركة بفعالية في القوى العاملة.
وساهم البرنامج طيلة فترة إطلاقه، في زيادة فرص العمل للسعوديات والسعوديين، لاسيما الذين لا يمكنهم التنقل والذين يعيشون في مناطق ذات فرص محدودة، وتوفير ساعات عمل مرنة من شأنها أن تسمح للأفراد بالوفاء بالالتزامات الأسرية، فضلًا عن زيادة فرص العمل للأشخاص المؤهلين من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لتوفير بيئات عمل مرنة من خلال العمل من المنزل، أو في مجمعات المكاتب.
في هذا السياق، وصفت الموظفة في برنامج العمل عن بعد صباح القحطاني، أن البرنامج يعد الأكثر راحة خاصة أن العمل من المنزل وفر عليها عناء المواصلات، إضافة إلى أنه لم يؤثر على وجودها في المنزل وإدارة منزلها بنفسها.
تشاركها الرأي، فاطمة الجبيلي المتخصصة في اللغة الإنجليزية، حيث ترى أن العمل عن بعد وفر لها بيئة عمل مناسبة، وذلك بعد أن مارست العمل كمعلمة في قطاع التعليم.
وقالت فايزة الفيفي إحدى العاملات عن بعد في شركة مقاولات: ” وفر لي العمل عن بعد استقرارا وظيفيا، إضافة إلى المميزات الوظيفية مثل التأمين الصحي والتسجيل في التأمينات الاجتماعية، الأمر الذي يدفعني لتطوير مهاراتي الوظيفية ” .
في حين أوصت سارة الملهم، أن يؤخذ برنامج العمل عن بعد بعين الاعتبار في جميع المجالات وليس فقط في المجالات المستحدثة.
بدورها قالت هيفاء الشمري، والتي تجهز من منزلها كل صباح أنواعا من الأكلات المكسيكية والإيطالية التي تتقن إعدادها، لكنها تدرك، وهي تسكن بلدة الخفجي، أن كثيرا من عملائها يفضلون الأكلات الشعبية، لذا تسعى لتطوير أدائها في الأكلات السعودية جنبا إلى جنب، مع الوجبات الشهيرة في ذلك البلدين.
وتعد هيفاء، واحدة من آلاف الطالبات اللاتي التحقن خلال السنوات القليلة الماضية ببرنامج خادم الحرمين الشريفيين للابتعاث الخارجي، واقتربن من تفاصيل المطابخ العالمية المتعددة، بحكم سكنهن مع عائلات في تلك البلدان، أو تكوين صداقات مع المواطنات في تلك الدول.
علاقة هيفاء الوثيقة مع جوليا، التي سكنت معها تحت سقف واحد في سان دييغو ـ جنوب غرب الولايات المتحدة ـ على مدى أشهر، أكسبها مهارة في إتقان طبخ وجبات متعددة سائدة في الجنوب والغرب الأمريكي وعديدا من الوجبات المكسيكية مثل شطائر التورتيلا، لكنها ترى أن هناك أنواعا من السلطات المكسيكية أيضا، تستحق التجربة نظرا لقيمتها الغذائية العالية والسعرات الحرارية القليلة وطعهما اللذيذ في آن معا. وتعتقد أن هذا الأمر ربما كان عاملا محفزا لها بسرعة إتقان عديد من الوجبات في المطبخ المكسيكي.
وتبدو ممتنّة لصديقتها السعودية أسمهان، التي تعلمت منها أثناء تواجدهما للدراسة في الولايات المتحدة أساسيات طبق الباستا الإيطالي، وهي تؤكد أن الطبق بات مطلبا رئيسيا لكثير من عملائها في الخفجي، خاصة بين فئة الشباب.
وتشير الفتاة السعودية التي تعول أمها وأختها التي تكبرها سنًا، إلى أنها واجهت تحديات متعددة منذ بداية تنفيذها فكرة إعداد الوجبات الأمريكية لزبائنها في الخفجي، وتنوع تلك التحديات بين ملاحظتها عدم اقتناع ذويها بالمشروع، كون ما تفعله ليس وظيفة، وأن مجهودها قد يذهب سدى، كما أن عديدا من الزبائن كانوا يطلبون أصنافا أخرى من الأكل الشعبي الذي لا تتقنه.
غير أن الفتاة السعودية، التي ذاع صيت حسابها في الانستغرام بين أهالي الخفجي وهجرة السفانية المجاورة، تؤكد أن التحديات باتت تتلاشى ” شيئا فشيئا مع الوقت…. ” ، وأن تركيزها ينصب على توفير رغبات عملائها بجودة أعلى يوما بعد آخر. وتضيف:”أحرص كثيرا على معرفة رأي عملائي، وأشعر بفخرهم ببنت بلدهم التي تسعى لإجادة عملها الذي تؤديه، وهذا محفز مهم لي ” .
وتشجع إحدى مبادرات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية العمل من المنزل، بهدف توفير فرص عمل لائقة للمواطنين، من خلال زيادة فرص العمل للسعوديين وتعزيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل للنساء خصوصا. ومن المتوقع أن تنعكس المبادرة إيجابا على نسبة القوى العاملة النسائية، التي من المقدر أن ترتفع إلى 28% من إجمالي القوى العاملة الوطنية في 2020.
التعليقات
اترك تعليقاً