وضع الهجوم علي محافظة إدلب بالأسلحة الكيماوية مؤخرا، الرئيس السوري بشار الأسد علي حافة الهاوية، رغم أنه أكبر ناج في الشرق الأوسط منذ تسلمه السلطة في عام 2000، فالسؤال هل يعجل الهجوم الملعون برحيل الأسد.

ويبدو أن فظائع إدلب قد أثارت اشمئزاز الرئيس الأمريكي ترامب؛ ووصفها بـ ” إهانةٌ للبشرية ” ، وقال إنه يعيد النظر فى موقفه من الأسد حالياً، ومن ثم يمكن لفظائع إدلب أن تصبح مسماراً في نعش الأسد؛ ويبدو أن الرئيس السوري قد تجاوز الحدود بشكلٍ متهور للغاية؛ فحتى إن أصدقاءه الروس يبدو أنَهم يشعرون بالحرج.

وشن الجيش الأمريكي بأمر من الرئيس «دونالد ترمب» ضربة صاروخية قوية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري، وذلك ردًا على الهجوم الكيميائي المتهم نظام بشار الأسد بأنه شنه على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الثلاثاء.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخًا موجهًا من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري والمتصل مباشرة بالأحداث الرهيبة التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون البلدة الواقعة في شمال غرب سوريا.

وكان هجوم عام 2013، الذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، تجاوز الخط الأحمر الذي حدده باراك أوباما حين حذر بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية، وكاد يؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا.

وتردد أوباما- الرئيس الأميركي آنذاك-، والكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في اتخاذ قرار التدخل العسكري بعد أن صوّت البرلمان البريطاني بشكلٍ غير متوقع ضد التدخل العسكري في سوريا، ثم قام الروس بإنقاذ عميلهم الأسد على نحوٍ فعال، وسمحوا له بتحقيق غايته المرجوة بالاستمرار في الحكم، من خلال التوسط في صفقةٍ لإزالة مخزون الأسد من الأسلحة الكيماوية.

وتبدو الصفقة الأمريكية الروسية وكأنها زيفٌ الآن؛ إذ قضت باستخدام القوة العسكرية في حال عدم امتثال الأسد، ولم يتم العمل بشروط هذه الصفقة قط، على الرغم من الأدلة الدامغة التي كشفت عنها الأمم المتحدة.

الأسد تعود علي نفي الأمور التي لا يمكن إنكارُها، حيث يرجع إلى عام 2005 عندما اغتيل رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، في بيروت؛ وكان الحريري زعيم المعارضة المعادية لسوريا، وكشفت تحقيقات مطولة أجرتها الأمم المتحدة عن أدلةٍ مقنعة على تواطؤ النظام السوري.

واندلعت أزمة كبيرة أخرى عام 2011، عندما امتدت ثورات الربيع العربي إلى سوريا، وعندما تولى السلطة في البداية، بشارُ الأسد الشاب الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، نُظِر إليه على أنَّه مُصلِحٌ محتمل، إلا أنَ آمال التحرر لم تتحقق. فردُّه الوحشي على الاحتجاجات السلمية التي جرت بالبلاد عام 2011 أوضح أنَّ الوضع لم يتغير في سوريا، وتبع ذلك اندلاع حربٍ شاملة.

وفشل الأسد حتى الآن في هزيمة المعارضة، ولم يعانِ مصيرَ الرئيس المصري حسني مبارك، أو الليبي معمر القذافي، أو علي عبد الله صالح الذين أُطيح بهم خلال ثورات الربيع العربي. وفي عام 2015، عندما بدا الأسد على وشك خسارة الحرب، تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منضماً إلى إيران في محاولةٍ ناجحة لإنقاذ الأسد، ووقف الأسد على قدميه مرةً أخرى.

وحالف الحظ الأسد أيضاً عندما سيطر (داعش) على أجزاءٍ كبيرة من سوريا والعراق؛ إذ كانت معركة التنظيم الرئيسية موجَّهة ضد القوات والحكومات الموالية للغرب، وليست ضد الأسد. وعزز ظهور داعش ادعاء الأسد أنَّه يواجه تمرداً إرهابياً؛ ما شتت القوى الغربية.

ودَعَّم انتخاب دونالد ترامب هذا التطور في المشهد السوري؛ إذ تمثَّل اهتمام ترامب الوحيد في القضاء على ” داعش ” ، ورفض ترامب صراحةً إصرار الولايات المتحدة وأوروبا سابقاً على ضرورة تنحي الأسد، مشيداً به كحليفٍ في مكافحة الإرهاب.