سجلت الأستاذة الباحثة الجزائرية في جامعة جورج تاون حكيمة عمري براءة اختراع ثالثة إلى براءات الاختراع التي سجلتها خلال مشوارها العلمي في مجال أبحاث السرطان.
يدور أحدث اكتشافاتها حول إجراء تجارب على الأدوية قبل تسويقها، وتصنيف أنواع الإصابات بالسرطان لتقديم العلاج المناسب وفقا لاستجابة كل جسم للأدوية.
ويستهدف الاكتشاف، تسريع تطبيق ما يعرف بالطب الدقيق.
ويعنى الطب الدقيق بتقديم العلاج المناسب لكل مريض حسب استجابته وقدرته على تحمل الدواء وتحقيق الأثر المرجو منه، من دون تعميم العلاج على فئات واسعة من المرضى الذين قد تختلف استجابتهم حسب خصوصياتهم البيولوجية.
الوصول إلى تحقيق هذا الإنجاز الطبي يتطلب وقتا طويلا، لكن اكتشاف حكيمة الجديد يعد خطوة مهمة نحو تطبيق الطب الدقيق، ليس قط على مرضى السرطان، وإنما على باقي الأمراض.
رحلة ثلاثة عقود
بدأت رحلة الباحثة الجزائرية قبل 30 سنة، حين شاركت عام 1987 في مسابقة وطنية في الجزائر ضمت خريجي معاهد البيولوجيا، من أجل الحصول على منحة للدراسة في الخارج للطلبة المتفوقين.
حصلت حكيمة على المرتبة الأولى في المسابقة، الأمر الذي أهّلها للدراسة في الخارج.
وتلقت الجزائرية عرضا للدراسة في إحدى الجامعات الأميركية، لكنها رفضت العرض، واختارت فرنسا لاعتبارات قالت إنها شخصية، ولقربها الجغرافي من الجزائر.
قصة حكيمة مع أميركا، بدأت عام 1994، حين أنهت دراستها في معهد بيار ماري كوري الشهير في فرنسا، وكان عليها العودة إلى الجزائر، غير أن الوضع الأمني السائد آنذاك لم يشجعها على العودة.
اقترح المشرف على أبحاثها في فرنسا التوجه إلى الولايات المتحدة بعقد عمل لمدة سنة. وبعد انتهاء مدة العقد طلب منها مختبر في جامعة جورج تاون تجديده لسنة إضافية، وتكرر الأمر ذاته لثماني سنوات متتالية بسبب تمسك إدارة الجامعة بها لما أبدته من التزام وتفان في العمل.
تجربة “متميزة”
في الأشهر الستة الأولى من وصولها إلى الولايات المتحدة، كتبت السيدة حكيمة أول مقال علمي نشرته في دورية Endocrinology العلمية.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عن النشر والإنتاج العلمي الذي توجته بعد سنوات بثلاث براءات اختراع في مجال أبحاث السرطان.
وتصف حكيمة تجربتها بـ”المتميزة جدا”، وترى أن المجال العلمي متطور جدا في الولايات المتحدة، ومشجع على بذل مزيد من الجهد.
وتضيف في حوار مع “موقع الحرة” أن الناس في محيط العمل والبحث “يشجعونني دائما لأكون متميزة، ويشجعون أيضا الأفكار الجديدة”، ناهيك عن الوسائل المادية التي توفرها مؤسسات البحث العلمي والبرامج الحكومية في هذا البلد.
ابن سينا في أميركا
في مسعى منها لتقديم الطب العربي إلى الباحثين في الولايات المتحدة، بادرت الباحثة الجزائرية إلى ترجمة كتاب “القانون في الطب” لابن سينا لأول مرة من اللغة العربية إلى الإنكليزية، علما أن ترجمات الكتاب السابقة إلى الإنكليزية تمت بالاعتماد على ترجمات أخرى مثل اللاتينية.
تقول الكاتبة إن الباحثين في الولايات المتحدة يملكون اطلاعا واسعا على الطب الصيني والهندي على وجه الخصوص، غير أنهم لا يتوفرون على معلومات كافية عن الطب العربي والمتوسطي.
وتعتقد أن ابن سينا شرح في كتابه أنظمة التعامل مع العديد من الأمراض في عصره، غير أنه لم يكن يملك ما يماثل الوسائل الحديثة ليجرب ويتأكد من أبحاثه.
التعليقات
الله يعطيها العافيه ويكثر من امثالها ,,
اترك تعليقاً