أكدت وثائق وتقارير سرية إسرائيلية، أن قادة إسرائيل أصدروا أوامر بتركيب مفاعل ذري عشية حرب يونيو 1967، ووضعوا خطة لتفجيره فوق جبل في وسط سيناء كوسيلة لردع الدول العربية.

وأضافت الوثائق أن مسؤولين إسرائيليين سابقين، ما زالوا على قيد الحياة، سيكشفون في سياق برنامج سيتم عرضه، الإثنين (5 يونيو 2017)، بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب يونيو 1967، عن مجموعة من الأسرار المتعلقة بالحرب.

ومن بين المتحدثين في البرنامج، العميد احتياط إسحاق يعقوب، الذي وصف خطة الطوارئ السرية بأنها ” عملية يوم القيامة ” . وبحسب صحيفة ” هآرتس ” الإسرائيلية، كان من المفترض تنفيذ هذه الخطة ما أن تشعر إسرائيل أنها على وشك أن تخسر الحرب. وكان مسؤولون إسرائيليون أن هذه الخطة كانت ستردع كل أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم مصر وسوريا والعراق والأردن، وتجبرهم على سحب قواتهم، ولكن إسرائيل انتصرت في الحرب بسرعة كبيرة لدرجة حالت دون نقل المفاعل الذري الإسرائيلي إلى سيناء.

وقالت الصحيفة إن رواية يعقوب للأحداث تلقي الضوء على الطريقة التي فكرت بها إسرائيل في تفعيل ترسانتها النووية للدفاع عن نفسها. وقال الخبير في التاريخ النووي لإسرائيل إفنار كوهين، والذي أجرى هذه اللقاءات، ” هذا هو السر الأخير لحرب 1967 ” .

وأوضحت الاعترافات أن الموقع الذي تم اختياره لتفجير المفاعل به في سيناء كان على قمة جبل يبعد نحو 19 كيلومترا من قاعدة عسكرية للجيش المصري في منطقة ” أم كتف ” ، التي تمثل تقاطع طرق استراتيجيا في المنطقة. وكانت الخطة تقضي بإرسال قوة مظلات صغيرة تشتت انتباه الجيش المصري من أجل إتاحة الفرصة لفريق خاص من أجل اتخاذ جميع الاستعدادات لتفجير المفاعل.

وكان من المفترض أن تشارك في العملية طائرتا هليكوبتر كبيرتان؛ لتقديم المساعدة ونقل المفاعل وإقامة مقر للقيادة. ولو كان تم اتخاذ قرار التفجير، كان المشهد التقليدي للانفجار النووي الذي يتخذ شكل الفطر، كان سيبدو بوضوح في كل أنحاء سيناء وصحراء النقب وربما كان سيظهر من القاهرة أيضا، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وبحسب يعقوب، كان الرمز الكودي للخطة هو ” شمشون ” ؛ حيث أطلق قادة إسرائيل على خطة الردع النووي الإسرائيلي هذه اسم ” خيار شمشون ” ، على اسم البطل التوراتي الذي قتل أعداءه وقتل نفسه، من خلال قصة تحطيمه المعبد الذي كان فيه هو وأعداؤه.

وقال يعقوب إنه كان يخشى أن إسرائيل لو أخرجت هذه الخطة السرية إلى حيز التنفيذ على الأراضي المصرية، كان الانفجار النووي سيقتله هو شخصيا وأفراد قوات الكوماندوز الإسرائيلية المرافقة له. وكان الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز أشار إلى وجود هذه الخطة في
مذكراته؛ حيث كان يشير إلى خيار بلا اسم بوسعه أن ” يردع العرب ويمنع الحرب ” .

ولو كان تم تنفيذ الخطة لدخلت التاريخ باعتبارها أول تفجير نووي في التاريخ لأغراض عسكرية منذ أن ألقت الولايات المتحدة قنبلتيها الذريتين على هيروشيما وناجازاكي قبل ذلك بـ 22 عاما.

وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية فكرت في عملية مشابهة خلال مشروع مانهاتن؛ حيث بحث العلماء خطة لتفجير مفاعل نووي داخل اليابان في محاولة لتخويف إمبراطور اليابان هيروهيتو وإجباره على الاستسلام، إلا أن الجيش الأمريكي عارض الفكرة اعتقادا منها بأنها لن تكفي لإنهاء الحرب.