لم يكن الشهيد النقيب أحمد بن جبران حسن زيداني الغزواني، يدري أن رسالته لزميله التي يطلب فيها التوصية على أخيه المريض؛ ستكون وصيته الأخيرة قبل أن يستشهد في ميدان الشرف بالخوبة جنوب جازان أثناء أداء واجبه الديني والوطني في مواجهة العدو.

الشهيد الغزاوني، الذي استُشهد صباح اليوم، هو أحد منسوبي القوات البرية، من سكان جبل صماد بمركز بلغازي بمحافظة العيدابي بمنطقة جازان، ولقى ربه وهو يؤدي مهامه على الحدود الجنوبية مع زملائه المرابطين، إذ كان قائد فصيل ” الهاون ” ولكفاءته العالية تم تكليفه قائدًا للسرية.

وأكد عدد من زملاء الشهيد أنه مشهود له بالاستقامة وحسن الخلق، وكان محافظًا على صلاته، بارًا بوالديه.

ورافق الشهيد قبل أيام شقيقه المصاب في مستشفى القوات المسلحة بجازان، وكانت آخر رسالة من جواله لأحد زملائه ليلة البارحة، يطمئن فيها على شقيقه بعد أن تركه بالمستشفى، وأوصى صديقه بمتابعة شقيقه.

وستقام الصلاة عليه اليوم الجمعة بعد صلاة العشاء بجامع أبو بكر الصديق بمحافظة العيدابي، والدفن بمقبرة قرية الصرويين بالمحافظة، وللشهيد بنت واحدة ” سجى ” تبلغ من العمر 4 سنوات.

وبذلك سجل النقيب ” الغزواني ” اسمه ضمن الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل الوطن وأمنه واستقراره، ونال الشهادة وهو يدافع عن أرض الحرمين الشريفين بكل قوة وشجاعة.

بدورهم عبّر مشايخ بلغازي: الشيخ علي حسن مفرح الغزواني شيخ الشمل، والشيخ سالم قاسم يحيى الغزواني خال الشهيد، والشيخ حسن مفرح حسن الغزواني، عن اعتزازهم بالشهيد، مؤكدين أنه كان مثالاً للخلق والدين بارًا بوالديه، وقدوة بين أفراد القبيلة وزملائه.