أصدرت السلطات الإيرانية قرار اعتقال جميع الفتيات اللاتي شاركن، أمس السبت، في مسيرة مختلطة لقيادة دراجات هوائية في شوارع مدينة “علي أباد كتول” التابعة لمحافظة كلستان.

من جانبه قال رمضان جمشيدي المدعي العام في شمال إيران، في تصريح أوردته وسائل إعلام رسمية، اليوم، إنه “ينبغي أن يتم التنسيق مع السلطات الأمنية قبل ممارسة أية مسيرة أو تجمع بمدينة علي آباد كتول”، معتبرًا أن “تنظيم مسيرة بالدراجات الهوائية للفتيات مع الشباب ،يوم أمس، مخالف للآداب العامة وجريمة يحاسب عليها القانون”.

وأضاف جمشيدي أن “الفتيات اللاتي شاركن أمس بمسيرة للدراجات الهوائية ،لم يقمن بالتنسيق في تنفيذ هذه المسيرة مع وزارة الشباب والرياضة ،باعتبارها المسؤولة عن مثل هكذا قضايا”، مؤكدًا أنه “أمر السلطات الأمنية باعتقالهن والتحقيق معهن”.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، دعا في مطلع سبتمبر 2016، الفتيات الإيرانيات لعدم قيادة الدراجات الهوائية، معتبرًا أن “قيادة الدراجات الهوائية من قبل النساء سيفسد المجتمع ويثير الرجال”.

وقال خامنئي في معرض إجابته على سؤال وجه له من قبل الإيرانيين، “إن قيادة وركوب النساء للدراجات الهوائية في الأماكن العامة ،وأمام الغرباء يسبب الفساد في المجتمع ،ويتعارض مع عفة النساء ويجب عليهن ترك هذا الأمر”.

وأضاف خامنئي أنه “غالبًا ما يتم لفت انتباه الرجال حين مشاهدتهم للنساء وهن يقدن الدراجات الهوائية، وهو أمر مثير للفساد ومناف للعفة ويجب على النساء ترك هذا الأمر الذي يخلق مشاكل اجتماعية”.

وكانت شهيندخت مولاوردي التي تشغل منصب نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة، قالت في حسابها على موقع “تويتر”، إن “مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي سمح للنساء بقيادة وركوب الدراجات النارية شريطة الالتزام بالقوانين الإسلامية”.

وتأتي فتوى خامنئي بمنع ركوب الدراجة الهوائية للنساء، بعدما أطلق ناشطون حملة بعنوان “يوم الثلاثاء بلا سيارة” في العاصمة طهران العام الماضي، وذلك في إطار حماية البيئة، للحد من الاختناقات المرورية والتلوث الذي تشهده طهران منذ سنوات.

ومنعت قوات الشرطة الإيرانية إطلاق هذه الحملة بعدما تجمع المئات من الرجال والنساء قرب “حديقة لالِه” وسط العاصمة طهران، بذريعة عدم وجود ترخيص لهذه الحملة.