شيع أهالي تهامة منطقة عسير، جثمان الشهيد الرقيب حافظ محمد هادي، الذي كان يعمل باللواء التاسع عشر – الكتيبة الثالثة، والذي استُشهد صباح أمس الاثنين بالربوعة مدافعًا عن دينه ووطنه.
واحتضنت قريته العرقين بمركز قنا غرب منطقة عسير جسده الطاهر، بعد أن أُديت عليه صلاة الميت، ودُفن بعد عشاء مساء البارحة.
وكان أحد إخوان الشهيد، الذي يعمل بأحد القطاعات العسكرية في المكان نفسه (الربوعة)، قد هاتف أخاه الشهيد مساء البارحة، وقال له: ” للتو أنهينا مهمتنا “.
فرد عليه الشهيد: ” لقاؤنا غدًا بعد أن أُنهي مهمتي “. إلا أن القدر بشرف الشهادة كان أقرب من لقائهما.
وقال توفيق أخو الشهيد إن عزاءنا وما يخفف علينا من وطأة المصاب أنه استُشهد مدافعًا عن دينه ووطنه والحرمين الشريفين. وإن الصورة التي رأينا ابننا عليها أثلجت صدورنا؛ فقد استُشهد مبتسمًا ورافعًا أصبعه. وإن إصابته كانت في البطن، وكان مقبلاً غير مدبر.
أما أُمُّ الشهيد فقد ذرفت دموعًا على فَقْد ابنها مثل أي أُمٍّ آلمها فراق ابنها، إلا أنها سرعان ما خاطبت أبناءها قائلة: ” ذهب الأب، ذهب نور منزلنا، ولكن الخير فيكم “.
وقالت: ” كلي شرف بشهادة ابني، وهذا وسام فخر واعتزاز أن يقضي مدافعًا عن حدود وطنه. كلنا فداء للدين والوطن “.
وكان الشهيد قد نال شرف الشهادة أثناء دفاعه عن دينه ووطنه على الحدود السعودية – اليمنية أثناء مواجهات مع المليشيات الحوثية في الربوعة أمس الاثنين.
وكان الشهيد قد أُصيب في الحد الجنوبي مرتين، ومُنح في كل إصابة أُصيب بها رتبة استثنائية؛ إذ رُقي في الأولى من عريف إلى وكيل رقيب، وفي الثانية من وكيل رقيب إلى رقيب، ونال في الإصابة الثالثة شرف الشهادة.
ويبلغ الشهيد الرقيب حافظ من العمر 32 عامًا، وهو متزوج، ولديه من الأبناء ثلاثة (محمد وجهاد وديم)، أكبرهم (محمد) تم تسجيله اليوم في الصف الأول الابتدائي هذا العام، ولم يتمكن الشهيد من مرافقته ورؤيته؛ إذ كان مشغولاً دفاعًا عن وطنه الغالي. والشهيد والده متوفَّى، وله من الإخوة الذكور 8، وأختان، كلهم بلسان واحد يرددون: ” أرواحنا فداء للوطن، وحافظ مصدر فخر وعزة لنا وللوطن بأسره، وما يخفف عنا من وطأة المصاب أن أخانا قضى شهيدًا “.
التعليقات
اترك تعليقاً