كانت الكلبة ” ريتا ” بمثابة ابنة الفنان الراحل نجيب الريحاني هكذا وصفها في مقال نادر له بصحيفة ” اللطائف المصورة ” ، والمصادفة أنه توفي بعد وفاتها بـ3 أيام وكأنه لم يتحمل أن يعيش بدونها، فقد كان يراها أفضل صديقة له، وأخلص مخلوقة معه، وتفهمه دون غيره، وتنفذ طلباته دون أن يطلب، تكفيها فقط إشارة منه.
وكتب الريحاني مقالاً مؤثراً وبليغاً ينعى فيها كلبته الوفية قال فيه: ” هي الأنثى الوحيدة التي تعرف الوفاء والإخلاص، لأنها أعز مخلوق لدي وأقرب صديقاتي إلى قلبى.. كلبتي حيوان أتحدث إليه، يفهم ما أريد أكثر من أي إنسان، هي أليفتي في المنزل، وصديقتي في الشارع، وزميلتي في العمل، تشاركني في التمثيل، ولا تتعبني فى إخراج دورها، فهي تجيده ولا تنساه ولا تتأخر عن موعد العمل، ومن هنا كانت هي الممثلة الوحيدة التي أبقيت عليها من أفراد فرقتي وعندما سافرت إلى لبنان فارقتها لأول مرة في حياتي، وأصيبت بمرض من جراء حزنها العميق، وكنت أراها كثيراً في المنام وبعد عودتي لم تكد تراني بعد غيبة حتى وقفت بعيدة عني، وهي التي كانت تتحرق شوقاً إلى لقائي، واغرورقت عيناها بالدموع وكأنها تقول: إخس عليك يا خاين العيش والملح ” .
ويضيف الريحاني في مقاله: ” وفي الأيام الأخيرة اعتدت ألا أتركها لحظة، إذ إنها لا تزال في أيام الحداد على فقيدها وفلذة كبدها الكلب ” شكل ” لا رحمه الله مطرح ما راح! فقد كان عفريتا في صورة كلب ” .
ونشر الريحاني صوراً له ولكلبته وكتب تحتها “بارعة في تطفيش الزائرين غير المرغوب فيهم ” .
المفارقة العجيبة أن الريحاني توفي بعد نشر المقال بيوم واحد وبعد 3 أيام من وفاة كلبته، والأكثر غرابة وإثارة، أنه كتب نعيه بنفسه وقبل وفاته بـ15 يوماً فقط وذلك في 24 مايو 1949.
وكتب الريحاني في النعي: ” مات نجيب، مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب، مات نجيب الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح، مات الريحاني في 60 ألف سلامة ” .
يذكر أن نجيب الريحاني اسمه الحقيقي نجيب إلياس ريحانة ولد في 21 يناير عام 1889 لأب مسيحي عراقي الأصل، وعاش في منطقة باب الشعرية، وكان أحد رواد كوميديا السخرية، كما أسس أكبر فرقة مسرحية وكوميدية في مصر في ذلك الوقت.
تزوج الريحاني من الراقصة السورية الشهيرة بديعة مصابني، وانفصل عنها بسبب غيرته الشديدة عليها، ثم تزوج من سيدة ألمانية تدعى لوسي دي فرناي وأنجب منها ابنته ” جينا ” .
أصيب الريحاني في أواخر أيامه بمرض التيفويد، وفي يوم 8 يونيو 1949 توفي في المستشفى اليوناني بحي العباسية بِالقاهرة، عن عمر ناهز الـ60 عاماً دون أن يكمل تصوير مشاهد آخر أفلامه ” غزل البنات ” مع ليلى مراد وأنور وجدي.
التعليقات
شكرا اماني خبر اسعدني جدا واحزنني عندما قرأت ما كتبه الريحاني بتلك السطور
ههههههه أماني الغامدي منزله الخبر يعني ماتعرفين الاسبان مالهم في ذي الامور جيبي مواضيع ممممممم مثلا عن الزواج بالثانية والرابعه مثلا
. طـــــيب .
والمعنى ؟؟
اترك تعليقاً