منذ قرابة 34 سنة وألسنة السعودية تتغنى بكلمات العشق والأمنيات ” سارعي للمجد والعليا ” في كل محفل رسمي، وصباح كل انتظام لمقاعد الدراسة , والتي حملها الشاعر المكي الراحل إبراهيم خفاجي.
وتعود قصة ولادة هذه الكلمات إبان زيارة رسمية قام بها الملك خالد بن عبد العزيز-يرحمه الله- إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله الرسمي من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أشاد الملك بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام المرافق له آنذاك الدكتور محمد عبده يماني – يرحمه الله- “لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيدا وطنيا , ومن هنا جاءت الفكرة.
ومن ثم خاطب الدكتور ” اليماني ” كبار شعراء المملكة لتحقيق رغبة الملك خالد في كتابة كلمات للنشيد الوطني, منبها ضرورة توافقه في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي وهو السلام الذي قام بتلحينه الملحن المصري عبد الرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر ليكون هدية بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود –يرحمه الله- إلى مملكة مصر عام 1365 ه – 1945 م.
واقترح الأمير عبد الله الفيصل على القيادة وأصحاب الشأن بتكليف الشاعر الراحل ” إبراهيم خفاجي ” بكتابة كلمات النشيد ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن ينتقل الملك خالد إلى رحمة الله تعالى فتأخر تنفيذ الفكرة، إلا أن بلغ الشاعر رغبة الملك فهد بن عبد العزيز –يرحمه الله- في الشروع في تنفيذ الفكرة، بشرط خلو النشيد من اسم الملك، وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد.
واستمر ” خفاجي ” في إعداد نص النشيد لمدة ستة أشهر، ومن ثم سلم النص للموسيقار ” سراج عمر العمودي ” مكلفا إياه بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي، ومن بعدها قدم النشيد للملك فهد الذي أشاد به وامر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة، ومنح الملك فهد، الشاعر إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك الشأن.
ويذكر أن يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك 1404 هـ – 1984 م كان ميلاد نشيدنا الوطني الحالي، حيث سمعه الشعب والعالم بأكمله بعدما بثته إذاعة وتليفزيون المملكة في افتتاحية برامجها ذلك اليوم.