ذكرى البيعة .. خادم الحرمين الشريفين مسيرة ملؤها الإنجاز والنجاح

نايف السالم
يصادف يوم غدٍ الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر 1439 هـ،الذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم.
ويحتفي الوطن والمواطنون والمقيمون فيها بهذه الذكرى بقلوب ملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فيَرون عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تمضيان سوياً مع مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة.
وحينما نرى أنحاء المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد تحولت إلى ورش عمل وبناء، فإننا نشكر الله -عزّ وجلّ- في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادية ومالية وتنموية، ذلك أنّ الدولة - رعاها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - منذ توليه الحكم، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلّد خلالها - رعاه الله - العديد من المناصب.
وعلى المستوى الداخلي برزت رعايته - حفظه الله - للعديد من المناسبات والاحتفالات والإنجازات المتنوعة، منها: حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، مُدشنًا خلال الحفل مشروعات الجامعة المنجزة التي شملت مبانٍ تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت ( 3.235.000.000 ) ريال.
وفي 11 / 6 / 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز " الفهد .. روح القيادة " التي نظمها أبناء وأحفاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وافتتح - رعاه الله - في العشرين من الشهر نفسه مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي نفذته الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية ، موقعًا - أيده الله - على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال. تلا ذلك رعايته - أيده الله - حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث دشن ووضع ـ رعاه الله ـ حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية. وفي الثالث من شهر شعبان 1436 هـ افتتح خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الرياض عدداً من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي. كما قام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - رعاه الله - في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حيث توجه إلى داخل الكعبة المشرفة وصلى ركعتي السنة وتشرف بغسل جدار الكعبة المشرفة ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف واطلع - حفظه الله - على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به. وفي شهر رمضان المبارك 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع "خير مكة" الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين.
واطلع - أيده الله - في الشهر الفضيل وفي مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى - وفقه الله - حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة.
وافتتح - حفظه الله - مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية في المرحلة الأولى 8 ملايين مسافر سنويًا , سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.
وخلال ذلك الشهر الكريم دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - رعاه الله - خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، وتفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصلّ.
كما دشن - أيده الله - ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصلّ، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام، فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية.
وفي شهر ربيع الآخر لعام 1437هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر اليمامة الاجتماع الثالث لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة،ودشن - حفظه الله - مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض.
كما رعى انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية، مكرمًا - أيده الله - الشخصية السعودية للعام الأستاذ محمد بن عمر بن عقيل ، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، إضافة للرعاة والداعمين للمهرجان.
وافتتح خادم الحرمين الشريفين جناح جمهورية ألمانيا ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وأجنحة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المشاركة في فعاليات المهرجان، معبرًا عن سعادته بافتتاحه هذه المباني، وبما شاهده - رعاه الله - من جهود تبرز الحرص على إطلاع زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المواطنين والمقيمين على تراث وتاريخ المملكة، مشيدًا بما اشتملت عليه الأجنحة من عروض وأنشطة وفعاليات وما تقدمه من خدمات لزوار المهرجان.
كما رعى - حفظه الله - حفل العرضة السعودية، التي تقام، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة. وفي الـ 18 من شهر جمادى الأولى لعام 1437هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - لجياد الإنتاج، على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الجنادرية. وخلال شهر جمادى الآخرة من العام نفسه رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بميدان العرض العسكري بمدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية في حفر الباطن ، العرض العسكري المصاحب لتمرين "رعد الشمال"، بعد أن رعى - أيده الله - المناورة الختامية للتمرين. كما رعى - حفظه الله - بالرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م، مسلمًا الفائزين جوائزهم.
وشهد شهر رجب من العام 1437 هـ رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المؤتمر الدولي الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بعنوان : (سعود الأوطان). ورأس - حفظه الله - في قصر الدرعية بالرياض أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
كما رعى حفل مدارس الرياض، بتخريج طلاب الدفعة الـ41، وتكريم الطلاب المتفوقين والمتميزين، وذلك بمقر المدارس في مدينة الرياض، موجهًا كلمة خلال الحفل قال فيها: "أنا سعيد هذه الليلة أن أكون بينكم كأب، ولجميع أبنائنا أبناء هذه البلاد والمقيمين الذين تخرجوا هذه الليلة، إنه والحمد لله في بلادنا نفرح ونسر إذا رأينا أبناءنا والحمد لله على هذا المستوى من الرقي التعليمي.
نحن في هذه البلاد آباء وأبناء لحمة واحدة، نفرح لبعضنا ونقدر نجاح بعضنا، والحمد لله أن بلادكم تتمتع بالتقدم في كل المجالات والتعليم كما ترونه الآن في المدارس والجامعات كانت سنين طويلة لا يجد الإنسان من يقرأ كتابه والآن الحمد لله أبناء بلادنا يتمتعون بالعلم والتعليم وفي كل مرافق الدولة من أبناء هذه البلاد.
أنا حضوري هذه الليلة وإن كان كأب لـ راكان بن سلمان لكني أب لكم كلكم وأخ للآباء كلهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
وكرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - خلال شهر رجب 1437 هـ ،الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الثانية، وبجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة لعامي 1436 / 1437هـ ، والمقدمتين من دارة الملك عبدالعزيز.
وفي الثامن من شهر شعبان 1437هـ رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة، مخاطبًا المحتفلين بقوله: "يسعدني أن أكون معكم هذا اليوم في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها ، هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد - رحمه الله - ، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي.
أيها الإخوة والأخوات :
إن بلادكم ولله الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً ، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية ، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة ، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخرًا ".
وفي التاسع عشر من الشهر نفسه وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الأسبق الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المبنى الجديد لـ"واس" في حي الصحافة شمال مدينة الرياض.
وشهد الـ 22 من شهر شعبان 1437هـ رعاية خادم الحرمين الشريفين المباراة الختامية لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 1437هـ التي أقيمت بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة جدة.
وفي شهر رمضان من العام 1437هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المدينة المنورة قادماً من محافظة جدة، حيث زار المسجد النبوي وأدّى، وسمو ولي العهد، وأصحاب السمو الأمراء الصلاة في الروضة الشريفة.
كما تشرف - رعاه الله - بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.
ثم تسلّم هديتين عبارة عن نسخة نادرة من المصحف الشريف، وكتاب عن مكتبة المسجد النبوي الشريف.
كما وصل بحفظ الله ورعايته إلى مكة المكرمة لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.
وبمناسبة عيد الفطر المبارك وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة للمواطنين والمسلمين في كل مكان قال فيها: "إخواني المسلمين في كل مكان .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ كل عام وأنتم بخير ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ، إنه سميع مجيب. أيها الإخوة: نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعزّنا بالدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام، كما نحمده تعالى الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ومكننا من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه، ونحمده -عزّ وجلّ- الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، ونشكره أن أنعم علينا بعيد الفطر السعيد الذي هو مظهر من مظاهر التعاضد والتعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية، وتعبير عن وحدتهم وجمع كلمتهم باختلاف أماكنهم وألسنتهم ، فلله الحمد والمنة، داعين الله -عزّ وجلّ- أن يكمل فرحنا بانقشاع غمامة فرقة الأمة الإسلامية ، وزوال محنها وآلامها.
إخواني المسلمين : إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها ، وإن أكبر تحدٍ تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، والمملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي ، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال ، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال ، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة ، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
إخواني وأخواتي: أدعوكم جميعاً عشية يوم عيد الفطر السعيد للتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، شاكرين المولى -عزّ وجلّ- على ما منّ به علينا من نعم ظاهرة وباطنة ، ونسأله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم ، وأن يرحم جميع أموات المسلمين ، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
وفي الـ 11 من شهر ذي الحجة 1437هـ أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر منى حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خلال حفل الاستقبال الكلمة التالية : الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) ، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل : ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ").
إخواني حجاج بيت الله الحرام ، إخواني المسلمين في كل مكان ، أيها الإخوة الحضور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : في هذا اليوم يوم العيد الأكبر يوم النحر ، واقتداء بسنة نبينا محمد صلـى الله عليه وسلم يواصل حجاج بيت الله الحرام تأدية مناسكهم في أمن وطمأنينة تحيطهم رعاية الله وتوفيقه، والمملكة تعتز وتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ، وهو شرف خصها الله به ، وقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم ، وتوفير كل السبل لتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وطمأنينة ، ونسأل الله -عزّ وجلّ- أن يعيننا على ذلك ، والمملكة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى تحقيق أهداف سياسية أو خلافات مذهبية ، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة .
إن الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً، وهو حين يدب في جسد الأمة الإسلامية يفسد تلاحمها ومستقبلها وصورتها أمام العالم ، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة وبوحدة المسلمين للقضاء على هذا الوباء.
إخواني المسلمين : إن الإسلام هو دين السلام والعدل، والإخاء والمحبة والإحسان ، وما يشهده العالم الإسلامي اليوم في بعض أجزائه من نزاعات ومآسٍ وفرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل تلك النزاعات وإنهاء الصراعات ، والمملكة تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم ، والعمل على دعم كل الجهود الخيرة والساعية لما فيه خير بلداننا الإسلامية .
أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام : نرحب بكم في مهبط الوحي المملكة العربية السعودية ضيوفاً أعزاء ، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يقبل منكم حجكم ويغفر ذنوبكم ، وأن يعيدكم إلى بلدانكم سالمين غانمين ، وأن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذه المناسبة العظيمة وهي في عز وتمكين ، كما نسأله عز وجل أن يسود الأمن والاستقرار بلداننا والعالم أجمع ، إنه سميع مجيب ، وكل عام وأنتم بخير.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وفي شهر الله المحرم من العام 1438هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر اليمامة الاجتماع الخامس لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة.
كما رأس ـ حفظه الله ـ في مكتبه بقصر اليمامة الاجتماع السادس والأربعين لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مشيدًا في مستهل الاجتماع بدور الدارة في توثيق تاريخ الجزيرة العربية والاهتمام بمصادره المختلفة ضمن جهودها في خدمة التاريخ الوطني للمملكة العربية السعودية وما نفذته من برامج ومشروعات في هذا الجانب، وجهودها في دعم التعاون والاتفاقيات مع مراكز مماثلة في داخل المملكة وخارجها.
وفي شهر ربيع الأول من العام 1438 هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مكتبه بقصر اليمامة معالي وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وتم خلال الاستقبال، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتسلم - حفظه الله - الرقم الأول من جميع فئات الإصدار السادس من العملة الورقية ونسخة من جميع فئات العملة المعدنية. ورعى خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - في الرياض ، حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها السادسة وبفروعها الثلاثة «شركاء التنمية» و«التميّز للمنظمات غير الربحية» و«التنافسية المسؤولة».
وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية وصل - حفظه الله - إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة 1436 هـ على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية.
وقال - حفظه الله - : "في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية - وهي فئة محدودة - من الانقلاب على السلطة الشرعية ، واحتلال العاصمة صنعاء ، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره"، لافتًا الانتباه إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدمًا في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدًا للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على الأراضي اليمنية كافة وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.
وقال - حفظه الله - في كلمته: " إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائمًا، مستندًا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددًا - رعاه الله - على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلاً: "لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا ".
وضمن زياراته ونشاطاته - أيده الله - الخارجية، وفي التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1437 هـ وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية تلبية للدعوة الموجهة إليه من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعقد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية، جلسة مباحثات ثنائية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقلد الرئيس السيسي خادم الحرمين الشريفين قلادة النيل أرفع الأوسمة تقديراً له - حفظه الله - لما قدم من خدماته إنسانية جليلة.
وأعلن خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة اتفاقه مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أنّ هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية ، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة ، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما أنّ هذا الجسر سيشكل منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.
بدوره اقترح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجسر البري المزمع إنشاؤه ويربط بين المملكة ومصر.





