يعد تعاطي الدواء في وقته المحدد شيء ضروري، لا يجب التغاضي عنه، فقد لا يتمكن الدواء من تحقيق مفعوله المرجو، إذا تناوله المريض في وقت خاطئ أو لم يتوافق مع عمل الساعة البيولوجية.

و في هذا السياق، قال البروفيسور بيورن ليمر، من مستشفى هايدلبرج الجامعي والمتخصص ، إنه من الأمور الهامة عند تعاطي الدواء الالتزام بالوقت المحدد، موضحا أن الإيقاعات البيولوجية تؤثر على امتصاص وتأثيرات المستحضرات الدوائية، كما أن الدواء قد لا يحقق أي مفعول على الإطلاق، إذا تناوله المريض في وقت خاطئ أو لم يتوافق مع عمل الساعة البيولوجية.

وعلى سبيل المثال لذلك في الصباح يشعر مريض الروماتيزم على بعد الاستيقاظ بأن مفاصله متصلبة، مع شعور بالألم. وللحصول على المزيد من المرونة مرة أخرى يتعاطى الكثيرون منهم الأقراص، غير أنه يمكن لمريض الروماتيزم أن يكون أفضل حالا في الصباح إذا تعاطى الدواء في المساء السابق، حيث إن ذلك يعطي فرصة لعمل الدواء طوال الليل، وبالتالي تقل صعوبات الحركة في الصباح.

وبالنسبة لأدوية ضغط الدم، فإنه ينبغي مراعاة أن ضغط الدم يرتفع عموماً خلال النهار، وينخفض في الليل بنحو 15%. لذا فإن المصاب بارتفاع شديد في ضغط الدم يتعين عليه مواءمة العلاج الدوائي مع إيقاع ضغط الدم على مدار اليوم. وبذلك فقط يؤتي الدواء مفعوله على النحو الأمثل.
وهنا تحذر ريشتر من أن ما يسمى بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنس،تعزز من انخفاض ضغط الدم الليلي عند تعاطيها في المساء، الأمر الذي يمكن أن يُصيب مرضى ارتفاع ضغط الدم بسكتة دماغية.