رأس وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، الجلسة الثانية لــ ” المنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع ” التي عقدت اليوم الأربعاء الرابع عشر من شهر جمادى الأولى 1439هـ، بقاعة المؤتمرات في فندق الانتركونتيننتال بمدينة الرياض.
وأكد الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الجلسة أن التطوع من أساسيات فهم الدين الإسلامي فدين الإسلام قام على التطوع فلم ينتشر الإسلام إلا بالتطوع، ولم تقم دولة الإسلام في المدينة إلا بالتطوع، وكانت المحفزات الأخرى تبعا وليست أصلا بل إن الله ـــ جل وعلا ـــ قال لنا في محكم التنزيل عن أنبيائه: {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
وأضاف قائلا: إن الأصل هو قيام الإنسان بأعمال الخير تطوعاً لكن إذا لم يكن في الناس كفاية للقيام بذلك فإنه يذهب إلى أن يكون الأجر معيناً ومساعداً على القيام بالأعمال, ثم نظمت الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء ثم ما بعده حتى صارت الوظائف هي الأساس والتطوع فرعا، وعلى العموم كله خير لكن إحياء روح التطوع في الناس والبذل لله ــــ جل وعلا ــــ ثم لمصلحة العباد والبلاد هذا أساس شرعي كبير, لذلك يسرني في رئاسة هذه الجلسة التي هي بعنوان: “التأصيل الشرعي لأعمال التطوع” التي لا شك أنها ــ بفضل الله تعالى ـــ ثم بقدرة المتحدثين وعلمهم وفهمهم ومشاركاتهم ستثري هذا الموضوع وتؤصله تأصيلاً شرعياً متكاملاً.
وكان معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قد استهل كلمته بالترحيب بالحضور، قائلا: يسرني في افتتاح الجلسة أنَّ أقدم الشكر والتقدير الكبيرين للمديرية العامة للدفاع المدني؛ لاهتمامها بهذا المحور المهم في بناء الإنسان السعودي، وهو إحياء روح التطوع الذي جاء مضمناً في رؤية المملكة العربية السعودية (2030) .
واختتم قائلا: أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، ولمعالي الفريق سليمان العمرو المدير العام للدفاع المدني ولجميع الإخوة المشاركين في إقامة هذا المنتدى والفاعلين فيه.
ثم قدم نبذة مختصرة عن المتحدثين، وهم كل من: فضيلة الدكتور عمر بن عبدالرحمن العمر عميد مركز دراسات العمل التطوعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وسعادة اللواء عبدالرحمن بن سعد الحسيني مدير الإدارة العامة للأنظمة والتراخيص بالدفاع المدني، والشيخ خالد بن صالح الغامدي رئيس الفريق التطوعي في حملة ” الله يعطيك خيرها ” ، حيث عرضوا في أوراق عملهم: مفهوم التطوع، ومجالاته، والأدلة على مشروعيته، وفضله والحث عليه, وأن أصل العمل التطوعي في كتاب الله ــ عز وجل ــ وسنة رسوله ــ عليه الصلاة والسلام ــ مستشهدين بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد أهمية العمل التطوعي، قال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}, فالله تعالى في هذه الآية الكريمة ذكر البر والإحسان وبذل الخير يشمل العبادات المتنوعة وأعلاها الإيمان، ومما دلَّ على التطوع قول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، ومن الأحاديث الواردة في فضل التطوع: “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة “، و ” من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له “.
ولفتوا إلى أن مجالات التطوع كثيرة منها التطوع الإغاثي ومساعدة المحتاجين والمنكوبين والمتضررين ماديًا أو بدنياً أو إنقاذهم من الهلاك بغرق أو حريق أو هدم أو فيضانات أو زلازل أو براكين، وهذا النوع من التطوع يرتبط مباشرة بالأعمال الإنسانية المباركة التي هي من أعمال الدفاع المدني, وكذلك التطوع الصحي, والتطوع التعليمي الدعوي، والتطوع الأمني, والتطوع البيئي، إلى غير ذلك من مجالات التطوع المختلفة.
وأكدوا ــ في ختام مشاركاتهم ــ أن نشر التطوع في المجتمع هو هدف لتحقيق ما تفضل به معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في الكلمة التي افتتح بها الجلسة في إطار حديثه عن أهداف تحقيق رؤية المملكة 2030 التي نصت على الاهتمام بالتطوع، وزيادة أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع.
التعليقات
اترك تعليقاً