قال الباحث المصري خالد البري، في تقريره الذي يحمل عنوان: ” قيام وانحدار المشروع الإعلامي القطري ” ، إن هذا المشروع ” نجح في بدايته، لندرة المنافسين، وأنه طرح نفسه مرآة لجمهور واسع، تردد نفس تعصباته وشعاراته الشائعة ” .

وذكر الباحث، أن انهيار المشروع الإعلامي القطري ارتبط بوعي الجماهير العربية، التي انصرفت عنه بعدما أدركت خداعه وتلاعبه بالأحداث لتحقيق أهداف سياسية.

ورأى البري أن نفس العاملين أديا إلى تراجع الإعلام القطري لاحقًا، وقال: ظهر لقناة الجزيرة منافسين، سواء من القنوات الموجهة إلى الجمهور المحلي في دول مثل مصر، أو من القنوات الموجهة إلى جمهور إقليمي واسع، كما الحال في ” سكاي نيوز عربية ” و ” العربية ” .

وأضاف: أن لعبة مجاملة الجمهور في شعاراته فلم يكن ممكنا لها الاستمرار، حيث أن الجزيرة قدمت نفسها في البداية بوصفها قناة ” الرأي والرأي الآخر ” ، فوجد كل باحث عن رأي يعبر عنه ما أراد، على لسان هذا الضيف أو ذاك، ولكن في مرحلة لاحقة أظهرت الحقيقة؛ أنها قناة رأي واحد، تعبر عن نظام واحد، وأن الرأي والرأي الآخر مسموحان ما داما بعيدين عن قطر والمصلحة القطرية ” .

وتابع: أن ” الجزيرة صارت طرفًا وليس جهة إعلام مستقل، فبدأ جمهورها يتأكل، في حرب ٢٠٠٦ كانت الجزيرة مصدر الأخبار المفضل لـ(٤٣٪) من اللبنانيين الشيعة، في ٢٠١١ صار (٧٪) فقط من اللبنانيين الشيعة يضعون الجزيرة في مرتبة قناتهم الإعلامية المفضلة، والسبب أن الجزيرة جعلت العلاقة مع جمهورها مشروطة بإرضائه، وليست مشروطة بتقديم معلومة محايدة مستقلة، حين تفقد الجزيرة القدرة على إرضاء شريحة من الجمهور تفقدها فورًا، وسيتكرر هذا في مصر وغيرها من الدول العربية، حيث ستتحول الجزيرة إلى رمز لـ”الكذب الإعلامي القادم من الخارج مستهدفًا الاستقرار ” .