فوجئ المسعف في الهلال الأحمر بالمدينة المنورة، فيحان عليان الجابري، أثناء إسعافه لبعض المصابين في حادث سيارة تحمل 7 من طلاب المدارس، بأخيه الصغير أحمد صاحب الـ12 عامًا عالقًا في السيارة وقد أصيب في الرأس والحياة، وقد فارق الحياة.

وقال ” الجابري ” راويًا تفاصيل الواقعة وما انتابه من شعور حينها: ” كان الموقف أكثر من صعب، حيث اختلطت مشاعري بين احتضار أخي الصغير الذي أحبه، وإنقاذ باقي المصابين، إلا أنني تمالكت نفسي، وقمت أتفقد الحالات لعمل الفرز والاتصال بالدفاع المدني، وطلبت سيارات إسعاف إضافية لتحويل الحالات. ”

وأضاف المسعف قائلًا أن أحد الأشخاص المتجمهرين طلب منه أن يأتي لإسعاف أخوه دون أن يعرف صلته به، ولكن ” الجابري ” كان يعلم أنه قد فارق الحياة فقال للشخص والألم يعتصر قلبه ويمزق أحشائه: ” هذا أخي وألمك ليس أصعب من ألمي.. هذا أخي. ”

وتابع ” الجابري ” مفصلًا الحادث: ” تمكنت من إنقاذ ابن شقيقي عادل الذي أصيب بكسر في الفخذ واليد وبعض الخدوش، بعد أن حصد الحادث المروع 4 أرواح منهم شقيقه وقائد السيارة الأخرى المسن ومعه فتاتان، وتم إسعاف باقي المتضررين من الحادث وعددهم 3 منهم ابن شقيقه. ”

وعلى جانب آخر، قام فيحان الجابري بتأليف كتاب ” صرخة مسعف ” عقب تلك الواقعة، ليروي به 21 قصة مأساوية من مشاهداته المأساوية لحوادث رآها أثناء عمله كمسعف، حيث أوضح: ” قمت بسرد قصص لأشخاص فقدوا حياتهم في أوقات فرح أو زفاف أو وهم عائدون من أعمالهم أو مناسباتهم، عندما لم تكتمل لحظات الفرح أو نزهه انتهت بمأساة لموت. ”