أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاجون ” ، اليوم الجمعة، عن إلقاء القبض على أهم ” رأس ” داعشي ألماني، وأكبر ” متطرف ” ألماني انخرط سابقاً في عدد من التنظيمات الإرهابية في سوريا، من قبل قوات تدعمها الولايات المتحدة، وهو محمد حيدر زمار.
وترصد ” صدى ” أبرز محطات ” زمار ” الإرهابية منذ ولادته وحتى إلقاء القبض عليه.
كان ميلاد الإرهابي ” زمار ” في مدينة حلب السورية بالعام 1961، لكنه انتقل إلى هامبورج الألمانية في طفولته، وحصل على الجنسية اللأمانية عام 1982، وكانت هامبورج بداية مشواره مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
والتقى ” زمار ” هناك بأحد ممولي التنظيم الإرهابي الألماني-السوري مامون داركازانلي، وثد سافر إلى جلال أباد للالتحاق بمعسكر للتنظيم هناك في التسعينيات، وفي نفس الفترة تحديداً عام 1995 انضم إلى ” مقاتلي القاعدة ” أو ما عرف حينها بـ ” المجاهدين ” في البوسنة.
وبعدها بعام، انتقل إلى أفغانستان تلبية لدعوة شخصية من أسامة بن لادن، لكنه عاد إلى هامبورج مرة ثانية حيث كانت وظيفته الوعظ والحث على ” الجهاد ” بين أتباعه، الذين كان ومن بينهم زعيم هجمات سبتمبر محمد عطا، و مروان الشحي ورمزي بن الشيبة ومنير المتصدق وسعيد بهجي.
ورغم تورط ” زمار ” في هجمات 11 سبتمبر، حيث أفاد تقرير لجنة 11 سبتمبر بأن زمار ” إسلامي مفوه ونشط ” أشاد ” بالجهاد المسلح ” ، إلا أنه لم يتبين بالتأكيد مدى انخراطه ” العملي ” في تلك الهجمات، وقد سافر إلى المغرب بعدها بـ6 أسابيع ليطلق زوجته الثانية.
وتمكنت الشرطة المغربية من القبض عليه، بعد أعطت الاستخبارات الألمانية، معلومات عنه إلى الاسخبارات الأمريكية، وذلك في ديسمبر 2001 ، حيث تم تسليمه إلى وكالة المخابرات المركزية.
وانتقل إلى سوريا حيث سجن في فرع فلسطين الشهير، الذي يعرف بالـ ” مسلخ ” ، واستلمت المخابرات السورية التحقيق معه، إلا أنها عادت وأطلقت سراحه بعد سنوات لاحقة.
وسألت الولايات المتحدة سفيرها في ذلك الحين فولفجانج إيشينجر، عن مصير المواطن الألماني زمار في يونيو 2002 وطلبت من برلين الإبقاء على سرية القضية، و استجوب محققون من ألمانيا وأمريكا زمار في دمشق بعدها بأشهر قليلة، و استخدمت السلطات السورية شهاداته ضده.
وتم إصدار حكم بالإعدام عليه بعد اتهامه بأنه كان عضواً في جماعة الإخوان ولكن تم تعديل الحكم وتخفيضه إلى 12 سنة سجن، في وقت لاحق.
وأطلقت سوريا سراح الإرهابي ” زمار ” في أواخر عام 2013، خلال صفقة تبادل للأسرى من قبل أحرار الشام، التي كانت تقاتل حينها ضد تنظيم داعش الإرهابي، من أجل طردهم من حلب، إلا أن زمار لم ينضم إلى الأحرار، وانضم إلى صفوف داعش.
وأظهر مقطع فيديو في فبراير 2014، يضم عناصر من داعش مع بعض القبائل حيث كانوا يستمعون إلى خطاب للمدعو ” أبو علي الأنباري ” ، حاكم داعش في سوريا الذي قُتل على أيدي القوات الخاصة الأمريكية لاحقاً في عام 2016، وجود محمد حيدر زمار جالساً تحت راية داعش، وإلى جانبه بندقية هجومية من طراز AK.
ولم يتضح الدور الذي لعبه بالفعل داخل ” داعش ، إلا أن خلفيته السورية واتصالاته الشخصية مع أسامة بن لادن سابقاً وخلية هامبورج، كان من الممكن أن تؤهله ليتقدم إلى صفوف القيادة العليا بالتنظيم الإرهابي.
التعليقات
اترك تعليقاً