كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن الأسباب التي أدت إلى إثارة حفيظة أهالى إحدى قرى منطقة العلا واستيائهم عندما تم نقل إحدى عربات قطار الحجاز التاريخي من قريتهم إلى محطة العلا لتكون إلى جانب بقية عربات القطار.
ويفند سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في كتابه ” الخيال الممكن ” الأسباب التي أدت إلى استياء أهالي القرية نتيجة نقل العربة من القرية إلى المحطة، لاسيما وأن العربة تمثل رمزا من رموز التراث الحضاري لأهل القرية، معربا عن سعادته بهذا الوعي الكبير الذي تتميز المجمعات المحلية تجاه التراث الحضاري.
ويسرد القصة قائلا: اجتهد بعض مسؤولي الهيئة، ونقلوا تلك العربة من مكانها دون علمي مما أثار حفيظة أهالي القرية التي بلغتني شكواهم على الفور، والحقيقة بقدر ما أزعجني قرار نقل العربة، بقدر ما أسعدني رد فعل الأهالي على سحب العربة المهملة من قريتهم، مما يعني اعتزازهم بوجودها كرمز حضاري وسياحي في قريتهم، وهي ثقافة جديدة أزعم أن الهيئة قد نجحت بفضل الله في بثها في كافة المجتمعات المحلية، ليكون الناس هم من يحمي التراث والآثار.
ويضيف الأمير سلطان: ” كان علي بطبيعة الحال أن أتفهم تلك الشكوى لنفتح حوارا مع الأهالي مع استعدادنا إلى إعادة العربة إلى مكانها إذا لزم الأمر، لكننا حريصون على حفظها بعيدًا عن عوامل التعرية حتى لا تتاكل مع الزمن، الأمر الذي رحب به أهالي القرية وهذه الاستجابة أيضا إضافة جديدة لنمو الثقافة السياحية، والحرص على توفير أفضل البيئات للمكتسبات التراثية ” .
ويرى سموه أن الوعي المجتمعي بأهمية التراث الحضاري للمملكة ومكوناته التاريخية والثقافية هو خط الدفاع الأول للعناية به والمحافظة عليه من الإهمال والعبث والاندثار، لافتا إلى أن القصة تعكس مدى نجاح السياسة التي اتبعتها هيئة السياحة والتراث الوطني في زرع ثقافة الوعي بأهمية التراث الحضاري لدى المواطنين والمحافظة عليه ليكون الناس هم الأوصياء على تراثهم وهم حماته والمحافظين عليه.
ويختتم سموه القصة قائلا: ” نجاح الهيئة في إحداث التحولات الإيجابية في مفهوم المواطن وفكر المجتمعات المحلية حول أهمية السياحة الوطنية والتراث الحضاري الوطني، لم يتحقق نتيجة سعي الهيئة وتركيزها على كسب التأييد لمشروعها بل كان نتيجة للجهود التي بذلتها الهيئة مع المواطن لفهم توجه الدولة نحو تنمية هذه الصناعة المهمة الواعدة، خاصة بين أجيال الشباب، لتعزيز ارتباطاتهم بزيارة أنحاء بلادهم، وعدم الرتكيز فقط على السياحة الخارجية ” .
التعليقات
اترك تعليقاً