تسلسلت الأحداث بسرعة غير متوقعة مع المريض محمد الذي يبلغ من العمر 77 عامًا، فلم يكن يتوقع أن الآلام التي ألمَّت به نتيجة الذبحة الصدرية الغير مستقرة التي أصيب بها على مدار شهرين ستجعله طريح الفراش بالعناية المركزة بمستشفى الموسى التخصصي.
حيث كان يعاني من أقل مجهود يبذله، فلجأ إلى مستشفى الموسى محوَّلاً من أحد المستشفيات المجاورة بهدف اجراء قسطرة تشخيصية على شرايين القلب، والتي أوضحت انسدادًا كليًا بنسبة 100% في الشريان التاجي الأمامي النازل، مع انسداد شديد في الشريان التاجي الأساسي بنسبة 50%، وفي الشريان الخلفي 70%.
وبحسب الدكتور برامود ميتال، استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفى الموسى، والذي قاد الفريق الجراحي لمباشرة علاج هذا المريض، أوضح أن طبيعة هذه الانسدادات غير قابلة للعلاج بالدعامات عبر القسطرة التداخلية، لذا يلزم عملية قلب مفتوح لزرع الشرايين التاجية.
مضيفًا بدأنا على الفور تحضير المريض لإجراء الجراحة، وفجأة أثناء نومه في سرير العناية المركزة اشتكى من زيادة الآلام الصدرية نتيجة الذبحة الصدرية الغير مستقرة، مما استدعى التدخل الجراحي العاجل في نفس الليلة، لإجراء عملية زراعة شرايين تاجية، من خلال طريقة ” القلب النابض ” والتي استمرت لمدة 4 ساعات دون اللجوء لمضخة القلب الصناعي.
يوضح الدكتور ميتال أن جراحة زرع الشرايين التاجية بطريقة ” القلب النابض ” هي عبارة عن جراحة لتغيير الشرايين بينما لا يزال القلب ينبض، ولا يتم ايقافه أثناء الجراحة ولا نلجأ لماكينة القلب الصناعي، حيث يستمر القلب والرئتان في أداء وظائفهما أثناء الجراحة.
وعن مميزات تقنية ” القلب النابض ” أوضح الدكتور برامود ميتال أن لها عدة مميزات منها:
– تقلل الحاجة الى نقل الدم للمريض
– مدة إقامة المريض بالمستشفى أقل حيث يذهب إلى منزله في اليوم الخامس بعد العملية.
– تقل نسبة المضاعفات على باقي أجهزة الجسم مثل الكلى والكبد والمخ.
– مدة أقل للبقاء على أجهزة التنفس الصناعي.
– يعود المريض للعمل بعد أسبوعين بدلاً من ثلاثة اشهر.
أضاف الدكتور ميتال بأن المرضى الذين يستفيدون من اجراء عملية القلب النابض عن غيرهم هم المرضى البدناء والمسنين، والآن تجرى على نطاق واسع لكافة فئات المرضي من مختلف الأعمار.
وعن مهارة طبيب جراحة القلب والصدر في اجرائه لمثل تلك الجراحة قال الدكتور ميتال: إن أي عمل جراحي يحتاج إلى مهارات خاصة، وبالفعل عمل جراحة قلب مفتوح عن طريق القلب النابض يحتاج إلى طبيب من ذوي التدريب عالي الكفاءة والخبرات الكبيرة في المجال.
وعن حالة المريض بعد الجراحة فإن فترة ما بعد العملية مرت ولله الحمد بأمان ودون أية مضاعفات، وغادر المستشفى متجهًا إلى منزله بفضل الله في اليوم الرابع من الجراحة بعد أن تأكدنا من استقرار حالته واستقرار كافة العلامات الحيوية الأساسية له.
التعليقات
اترك تعليقاً