Slaati
أبوزيد عبدالفتاح

حتاتة.. البديع المبدع!

منذ 7 سنة04562

مشاركة

عامل تنظيف الغرف الذي ترك أسرته الميسورة وجاء إلى الرياض فأصبح خبيراً عالمياً في صناعة الفنادق المُثقف الذي ضل طريقه إلى السياحة.. والفُندقي الشهير صاحب أربعة عقود من الخبرة

ليس نجماً سينمائياً ولا لاعب كرة قدم شهير، فرغم خبراته التي تجاوزت منطقة الشرق الأوسط، وإبداعاته التي شهد بها خبراء دوليون في مجال عمله، إلا أنه عاش حياته مُحباً للعمل في صمت، بعيداً عن ضجيج الإعلام إلا ظهور قليل من وقت لآخر.

لم يتعلم في مدارس أجنبية رغم حالة عائلته الميسورة، بدأ حياته بمغامرة قبل أكثر من أربعين عاماً، مغامرة غيرت حياة ذلك المراهق إلى الأبد، فبعد رحلة من القاهرة إلى جدة، ثم رحلة أخرى برية من جدة إلى الرياض، وصل الشاب حسين حتاته ذو الثماني عشرة عاماً في عام 1978م إلى فندق الخزامى شمال مدينة الرياض، عاملاً لتنظيف الغرف، وهو الذي ينتمي لعائلة كبيرة ميسورة الحال، فجده لأمه كان وزيراً معروفاً، وبرلمانياً شهيراً.. عاملاً لتنظيف الغرف بين أناس لم يعرفهم، وحياة لم يألفها، ومدينة غريبة، تأبى إلا أن تحتضنه بين جنباتها وتدعم طموحاته وأحلامه من عامل نظافة حتى يصبح واحداً من أشهر خبراء صناعة السياحة على مستوى المنطقة والعالم، ويلفظ أنفاسه الأخيرة بأحد مستشفياتها الاسبوع الماضي.

ربما تعرف او تقرأ عن العديد من صناع السياحة والفندقة على مستوى العالم وخبرتهم وتجاربهم المبهرة، لكن لحتاتة قصة مختلفة، وشخصية أكثر اختلافاً، وحياةً أكثر تفرداً؛ وسمعة تجاوزت مصر والسعودية إلى دول أوربية، وعطاءً تجاوز الجانب المهني إلى الفضاء الإنساني الرحب، والدور الاجتماعي البارز، والوعي العروبي بقضايا الأمة، سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً؛ فهو ذلك الرجل البديع الذي "ضل طريقه من الثقافة إلى الفندقة، فأبدع.. فكسبت مصر خبيراً سياحياً متفرداً، ولم تخسر مثقفاً واعياً.

كان حتاته أحد أهم الشخصيات المصرية في المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال أربعة عقود، يدعم قضاياها، يساعد المصريين من حوله بكل ما يملك، لم يتردد يوماً في مد يد العون لكل صاحب حاجه، دمث الخلق، طيب السريرة، هادئ الطباع، ليس ذاك القيادي الذي يخشى من يعملون معه الاقتراب منه، وليس ذلك المدير الذي يخشى مرؤسيه استخدامه السيئ للسُلطة، وليس ذلك الانسان الذي إذا خاصم فجر في خصومته؛ دعم الفعاليات الثقافية والفنية التي أقامتها السفارة على مدار أعوام طويلة، وأسهم في إثراء الدور الاجتماعي والتوعوي للعديد من التجمعات المصرية في خدمة أبنائها، ودعم وتعزيز العلاقات المصرية السعودية على كافة المستويات.

يمكنك أن تصفه بـ "صنياعي فنادق"، مهنةُ يُجيدها بحب عميق، وشغف لامحدود؛ يعرف كيف تتناغم الأذواق مع اختلاف الثقافات، وكيف تتناسق الألوان والتصميمات، شغوف بكل ما هو جديد في عالم صناعة السياحة والفنادق، بديع في خيالاته وخططه المستقبلية، غزير في معلوماته الاقتصادية والثقافية، لم تزده الغربة إلا حباً للوطن، ولم يمنعه العمل من المشاركة في مبادرات إنسانية كثيرة حباً في الخير وأهله.. رحم الله حسين حتاته، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

العنقري: الأخضر بلا شكل.. والفراج: تصنيف المنتخب العالمي مصيبة.. فيديو
العنقري: الأخضر بلا شكل.. والفراج: تصنيف المنتخب العالمي مصيبة.. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1573
نجم توتنهام يتعاطى مخدر "غاز الضحك" بعد تعرضه للسرقة
نجم توتنهام يتعاطى مخدر "غاز الضحك" بعد تعرضه للسرقة
لندن
منذ 1 ساعة
0
1576
مشاهد نادرة للمملكة قبل 59 عامًا
مشاهد نادرة للمملكة قبل 59 عامًا
خاص
منذ 1 ساعة
0
1576
طبيب يوضح فحوصات طبية ضرورية للرجال بعد سن الأربعين
طبيب يوضح فحوصات طبية ضرورية للرجال بعد سن الأربعين
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1577
زوجة يابانية تحول تجربة خيانة زوجها إلى قصة فنية ملهمة
زوجة يابانية تحول تجربة خيانة زوجها إلى قصة فنية ملهمة
نيودلهي
منذ 1 ساعة
0
1592
إعلان
مساحة إعلانية