النقد ليس خيانة وحُب الوطن ليس سيئةِ يخجل منها المحبون كلا الأمرين طبيعي وفطري في حياة البشر ،لكن هناك من يتستر بستار النقد ليمرر أجنداتِ مشبوهة وينشر سمومه القاتلة بدعوى حُب الوطن والخوف عليه ، نحنُ في السعودية الجديدة عُرضه للنقد والإنتقاد من شخصيات متلونة كانت في السابق تنقدنا بلا سبب وتتهمنا بأننا مجتمع مريض يعاني من الإنغلاق وتتحكم فيه آراء فقهية متشددة حتى قال عنا البعض بأننا مجتمع يعيش وسط كومة من المحرمات ، اليوم ليس كالأمس فقد تخلصنا من معضلاتِ كثيرة وبدأنا ننطلق نحو حياةِ جديدة مُفعمة بالطموح والإزدهار وهذا لم يعجب النائحات المستأجرات اللواتي ينطبق عليهن قول الله تعالى “في كل وادِ يهيمون “وإن كان المقصود في الآية الشعراء إلا انهن يهمن كهيام الشعراء بل أشد منه ، النائحات لسن إناثاً فحسب بل حتى الذكور نائحات لا يعجبهم شيء فكل ما تقوم به السعودية داخلياً وخارجياً يقابلونه بالاستنكار ومحاولات صرف الأنظار عنه بشتى الطرق ، حتى الدور السعودي باليمن قابلوه بالاستنكار رغم أن السعودية تحركت لحماية اليمن من المد الفارسي الاحتلالي فلماذا كل ذلك يا تُرى ؟

يخبرنا التاريخ القديم والحديث بحقيقة يكاد يجهلها البعض ألا وهي إن كنت كبيراً في مكانتك وطموحاتك فسوف تتعرض للهجوم ومحاولات الانتقاص والتشويه وهذه لا يقوم بها إلا صغار القوم ممن أدمن على الذل والهوان والتبعية العمياء لمن يدفع أكثر ، المتألمون كُثر وأكثرهم معتنقي فكرة الإسلام السياسي الذين انتكسوا بعدما ضيقت عليهم السعودية الجديدة وبدأت في تفكيك خلاياهم وافكارهم وفضح مشروعهم التدميري الذي كان يختبيء خلف ستار إقامة العدل واعادة الخلافة الإسلامية ، السعودية ضاقت ذرعاً بالخطاب الصحوي والاخواني فضربت في مقتل وهذا ما تسبب في اغاضة المنتفعين من ذلك الخطاب الذين تحولوا في ليلةِ وضحاها لابواق تحاول تشوية كل شيء في السعودية الجديدة وبث رسائل عنوانها اتقوا الله يا شعب الحرمين ، شعب الحرمين يتقي الله منذ زمنِ قديم جداً وتخطيه لعقدة الصحوة ظاهرة طبيعية وصحية وانفتاحه على الفنون والترفيه أمرُ طبيعي وفطري فلماذا يتقي الله وهو مؤمن بأن سلوكه لا يتنافى مع مقاصد وقواعد الشريعة الإسلامية السمحة !

المنتقدون بإسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينتقدون لأنهم يخشون الله بل لأنهم يخشون زوال أفكارهم من الوجود بعدما تجاوزهم المجتمع فكل ممارساتهم تدل على ذلك سواءً كان المنتقد من ابناء الوطن مغرر به ومخدوع أو من الخارج ممن يقول أنا مسلم وتهمني بلاد الحرمين فجميعهم كاذبون ووراء انتقادهم مأرب أخرى بدأت خيوطه تنكشف يوماً بعد يوم ، ستبقى السعودية صامدة تواصل مسيرتها ومشاريعها فالوعي الشعبي مرتفع والطموحات مرتفعة والمجتمع يدرك حجم المؤامرة التي تتعرض لها بلاده التي لن تنكسر طالما الجميع يردد طموحنا عنان السماء.