يخبئ الحجاج وراء وجوههم الباسمة والفرحة بزيارة بيت الله الحرام، قصص وحكايات ومواقف قبل نجاحهم في الوصول هنا، ففي بيت الله الحرام تجد المسلمين من جميع أنحاء العالم لا تفرقة بينهم سوى بالتقوى والعمل الصالح.

وفي موسم الحج 1440هـ ، تجد سيدة في العقد الخامس من عمرها تدفع زوجها في المكان المخصص للطواف في الدور الأول بالمسجد الحرام، وتقول رد الجميل واجب لشخص يسعى لسعادتي منذ أن تزوجنا.

كما تجد رجل آخر يرافق (عمته) ليكفر عن ذنبه الذي يرى أنه كان عظيم، وآخر تجاوز عمره (60) عامًا وشيخ بذل حياته للأيتام ولم يتزوج، وبعد أن شارف عمره على المائة عام وجد من يخدمه فما جزاء الإحسان إلا إحسان.

فالسيدة أنوار ملك والبالغة 55 عامًا من العمر، كانت تدفع عربة زوجها الحاج محمد ملك والبالغ (67 سنة) والعاجز عن المشي، إذ أكدت أنها عاشت معه أجمل أيام حياتها وكان لها زوجًا وأبًا وأمًا وأخًا وصديقًا، ليرد الحاج محمد ملك على عليها بالقول: إنها زوجة وفيه وقدمت لي كثيرًا من الأشياء الجميلة فمنذ أن تزوجنا وهي تقدم وتتنازل من أجل سعادتي فلها أعمال جميلة كثيرة معي، فمن بينها رفضها أن يدفع عربتي غيرها، رغم أن وضعنا المادي جيد ونستطيع أن نؤمن من يقوم بخدمتنا، ويدفع العربة لكي ترتاح وتتفرغ لأداء الحج، ولكنها قالت عملي على دفع العربة وخدمتك عبادة عظيمة فلا تحرمني هذا الفضل العظيم.

أما الحاج رأفت محمد عبدالوهاب من مصر، يقول وهو يدفع عربة عمته (شقيقة والده) الحاجة سناء عبدالوهاب نصر هلال والتي تبلغ من العمر (60 سنة): ندمت على كل شيء عملته في حياتي، وأنا شديد الندم بسبب خطأ كبير عملته في حياتي وأريد أن يغفر الله – عز وجل – لي هذا الذنب فبعد التوبة الصادقة – بإذن الله تعالى – ومع كثرة الاستغفار والصدقة، نذرت على نفسي أن أتكفل بخدمة والدتي وعمتي خلال تأديتهم للحج.