نفذ النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل مساء أمس الاثنين، حلقة نقاش بعنوان المخدرات بين الحلول والتحديات، وذلك انطلاقاً من مسؤولية النادي التوعوية والوطنية، وفي البداية تطرق رئيس النادي الدكتور نايف المهيلب إلى أهمية إيصال الخطاب الثقافي إلى المجتمع المحلي، ونوه بدور المثقفين في فحص الأدوات الثقافية وتفعيلها لدى المؤسسات المعنية بنشر الوعي، كما قال إن الوعي مرتبط بالحوار واللقاءات الثقافية.
وأكد المهيلب، على الحاجة إلى صناعة خطاب إعلامي مؤسسي مسؤول للتصدي للوسائل التي يستخدمها مروجو المخدرات، كما أشار إلى أن الخطاب الإعلامي بحاجة إلى إعادة نظر، وكذلك الخطاب الديني بحاجة إلى تجديد من خلال استخدام المنبر في خطب الجمعة، ودور الجمعيات الخيرية وتعزيز التفكير الإبداعي والنقدي والقدرة على حل المشكلات.
من جانبه قال المقدم حسن الشمري من إدارة مكافحة المخدرات بحائل؛ أن تجارة المخدرات هي ثالث أكبر تجارة ممنوعة على مستوى العالم بعد تجارة السلاح والجنس، وأشار إلى التعاون بين الجهات الأمنية والجهات المعنية والتعاون الدولي في مجالات تأهيل المدمنين وتبادل الإحصائيات.
وعن مجال الصحة النفسية أكد الأستاذ معاذ العرفج من مجمع إرادة للصحة النفسية بحائل، على أهمية الجوانب الصحية التأهيلية وعلي آليات العمل في التأهيل والخطط العلاجية والتقييم، وتطرق إلى متابعة حالات الذهان، وقال إن مدة العلاج يجب أن تتراوح من سنة إلى سنتين وليس شهر أو شهرين مع مراعاة سرية الموضوع وخصوصية المريض.
وعن الجانب العلمي الاجتماعي الأكاديمي قال الدكتور تركي الشلاقي رئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة حائل؛ أن أسباب وجود ظاهرة تعاطي المخدرات تعود بالدرجة الأولى إلى أسباب اجتماعية ولا بد من الوقاية وحماية الجبهة الداخلية لأن تعاطي المخدرات في ازدياد للأسف وهذا من الواقع، كما أكد على أهمية زرع الوازع الذاتي، وان السبب الرئيسي لازدهار تجارة وترويج المخدرات هو الربح المادي التجاري نظير وجود استجابة، وان دور المؤسسات هو كبح السلوك المنحرف وعدم إكساب الخبرات السلبية، ونوه الدكتور الشمري بأهمية تخصص علم الاجتماع أولا وعلم النفس ثانياً وضرورة تقسيم العمل حسب التخصص وصولاً لتعزيز جودة الحياة في المجتمع السعودي، وشبّه الظواهر الاجتماعية بالظواهر الطبيعية، وأشار إلى النظرية البنائية الوظيفية وإلى الدور الإيجابي في صناعة التنمية داخل المجتمع.
ثم تطرقت الأستاذة ابتسام الحربي من مجلس شباب منطقة حائل، إلى ابعاد آفة المخدرات وأهمية جانب الإرشاد النفسي والبرامج الوقائية واستخدام برامج ووسائل الإعلام الجديد.
وأكد الأستاذ ماجد الطوب من فرع هيئة حقوق الإنسان بحائل، إلى أن المخدرات هي ثاني تهديد للبشرية وأشار لحق الإنسان في الحياة واكتمال حالة السلامة العامة، وأكد أن المخدرات تسبب العجز أو الوفاة المبكرة أو الانتحار، وتسبب كذلك اضطرابات عامة، وحرمان من التعليم والاندماج في الأنشطة الحياتية الاجتماعية العامة وارتكاب الجرائم للحصول على المال من أجل تأمين كلفة التعاطي.
وفي مداخلات الحضور، قال ناصر الشمري من جمعية أرشدني ينبغي وجود مغريان للمتعافين ووقايتهم من العودة للمخدرات وأن تتكاتف الجهود في هذا المجال. وتساءل الأستاذ فهد مسلم، في مداخلة عن غياب الحديث في هذه الندوة عن التفاصيل كتضرر عمل النواقل العصبية في الجسم من تعاطي المخدرات وعن تحديد الفئات الأكثر وقوعاً في التعاطي، وطالب بإيجاد حلول محددة أفضل من الكلام في العموميات.
وأكد الإعلامي أنور المحيسن عن وجود المعرفة العامة بظاهرة وأضرار المخدرات لدى المجتمع، وأن الدور السابق انتهى، ونوه بدور الإعلام وشراكته مع المؤسسات الأخرى حسب الاختصاص وتمنى إطلاق مبادرة منهجية من خلال النادي الأدبي الثقافي وفق رؤية المختصين بمحتوى إعلامي مباشر لأن الأدوات متوفرة وهي أجهزة ومواقع ووسائل التواصل. فيما أكدت الأستاذة رائدة الحميد على أهمية وجود فحص المتقدمين للزواج عن تعاطي المخدرات.
وروى المحامي الدكتور سالم العساف من جمعية إرادة بعض المواقف والقصص للمتعافين والتائبين عن تعاطي وترويج المخدرات، وعن قسوة الوصم الاجتماعي في المجتمع المحلي، وأكد أيضاً على ضرورة وجود مبادرة إعلامية ميدانية من العناصر الفاعلة في المجتمع.
وتساءل الإعلامي فريح الرمالي، عن كيفية ملاحقة المروجين في مواقع ووسائل الاجتماعي؟ ورد المقدم حسن الشمري بصعوبة هذا الأمر لأن هذه المواقع مجانية ومفتوحة وهذا يزيد من صعوبة المتابعة والرقابة ومع ذلك يتم القبض على العديد ممن يستخدمون هذه المواقع.
التعليقات
اترك تعليقاً