نبهت الدكتورة عبير بنت محمد راوي استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الحمادي بالرياض،الأستاذ المساعد بكلية الطب إلى مخاطر المكيفات، وتأثيراتها على الجهاز التنفسي بشكل مباشر حيث التباين الملحوظ في درجات الحرارة أثناء استنشاق الهواء.
وحددت الدكتورة عبير راوي أهم الاعراض التي تنتج عند استخدام المكيفات، وذلك وفق التالي:
١-إحداث نوع من التحسس والتهيج في الجهاز التنفسي العلوي،قد يكون على شكل زكام أوعطاس أو إلتهاب فيروسي أو صداع أو حكة في الأنف.
٢- كما أن زيادة التعرض لهواء المكيفات يمكن أن يسبب نوبات ربوية أو يزيد من حدة المرض عند الإشخاص الذين يعانون منه .
٣- علما بأن المكيفات نفسها ومع التغيرات الحاصلة بدرجة الحرارة يمكن أن تؤدي لنمو فطريات معينة فيها ، لها دورها هي الأخرى في إصابة الجهاز التنفسي بالتحسس لإشخاص غير مصابين من قبل بهذا المرض.
وأضافت الدكتورة عبير راوي قائلة: مع دخول شهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة يلجأ الإنسان إلى استخدام مكيفات الهواء سواء داخل المنزل أو العمل أو أثناء قيادته للسيارة، كما يعتبر الجهاز التنفسي من أكثر الأجهزة في جسم الإنسان ملامسة مع الجو الخارجي، لذلك فهو يتأثر بكل المتغيرات الخارجية المتعلقة الهواء أثناء استنشاقه داخل الرئتين، ويقسم الجهاز التنفسي إلى قسمين الأول علوي كالأنف والجيوب الأنفية والحنجرة والقسم الثاني سفلي ويشمل الشعب الهوائية والرئتين .
موضحة أنه من المعروف علمياً أن زيادة ردة فعل الجهاز التنفسي وحساسيته مرتبطة بدرجة برودة المكيف وبالقرب المكاني من جهازالتكييف، وخصوصا في السيارة لقرب المسافة بين المكيف والشخص الجالس،ولأن هواءه يصبح في وضع مواز تماماًلمنطقة الصدر.
وتتلخص طرق تأثير المكيفات على الجهاز التنفسي في ثلاث طرق رئيسية:
اولا: اختلاف درجات الحرارة، بحيث يعجز الجهاز التنفسي عن تدفئة الهواء القادم من المكيف بدرجة برودة عالية حتى تتكيف مع درجة حرارة الجسم مسبباً أمرين: ردة فعل في القصبات الهوائية،أوردة فعل في الأغشية المخاطية في الأنف (سيلان أنفي)،فإمّا أن يسبب زكاماً شديداً،أونوبة ربوية(انتكاسة في حجم القصبات وتضيّق قطرها).
ثانيا:التيّار البارد قد يؤدّي إلى فايروس الجهاز التنفسي (الرشح أو الإنفلونزا)،لأن مناعة الجسم تقل،وبالتالي يصبح الجهاز التفسي أكثر عرضة للفايروس أوالبكتيريا،وهذا الفايروس يؤدّي إلى اشتداد النوبات الربوية.
ثالثا: تنمو في بعض المكيّفات بعض أنواع الفطريات،وفي حالات قليلة تسبب لبعض الأشخاص الربو القصبي،لكن مع تطوّر التكنولوجيا قلّ هذا النوع من الإصابات.
كما حذرت دراسة طبية ألمانية من مخاطر الإكثار من استخدام مكيفات السيارات على صحة الإنسان،إذ تبين أن معظم السائقين في البلاد تغريهم السيارات المكيفة التي أصبحت حاليا من المكونات الأساسية في معظم الطرز الجديدة من السيارات،وقد استندت الدراسات المحذرة الى أن الصدمة الجسمية الناجمة عن الجلوس في السيارة المكيفة يمكن أن تتسبب في سلسلة من الأعراض بدءا من أوجاع العضلات وآلام الجسم ونوبات البرد الشديدة والتهاب في الحنجرة حتى الالتهاب الرئوي.
وللحد من المشاكل المنتشرة التي يسببها المكيّف نصحت استشارية الأمراض الصدرية بالحمادي،بالتالي:
1.تجنب التعرض للتيار الهوائي البارد مباشرة.
2.عدم المبالغة في رفع درجة الحرارة إلى أبرد درجة ، بل إلى درجة مقبولة ومتحملة.
3.التدرّج في الانتقال من الجو الدافئ إلى البارد أو العكس.
4.المراوح لا تقل تأثيراً عن المكيّفات في تسبب حساسية الجهاز التنفسي ، عند تسليطها مباشرة.
مشيرة إلى العادات السيئة التي
يقوم بها السائقين أثناء ارتفاع درجات الحرارة بالصيف، وهي:
١- الناس يميلون خلال الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى دخول السيارة ويشغلون المكيفات بأقصى طاقتها وهذا خطأ فادح.
٢- قيام بعض السائقين بضبط مكيفاتهم بدرجة تركز الهواء البارد عليهم مما يسبب لهم تيبسا في الرقبة،ويمكن التغلب على ذلك بتشغيل المروحة على الدرجة الأقل ثم ضبط درجة الحرارة لتكون أقل بدرجتين فقط عن درجة حرارة الهواء الخارجي.
٣- عند بدء تشغيل المكيف يتعين أن تظل نوافذ السيارة مفتوحة قليلا خلال هذه الفترة الانتقالية لكي تسمح بإخراج الهواء الساخن من السيارة. بمرور الوقت يمكن ضبط درجة الحرارة لكي تنخفض تدريجيا.
ولايتعين تحت أي ظرف من الظروف أن تنخفض درجة الحرارة داخل السيارة بأقل من ست درجات عن الهواء الخارجي وإلا فستكون صدمة الخروج من السيارة أشد من أن يتكيف معها الجسم.
التعليقات
اترك تعليقاً