تحدث الدكتور عادل باعيسى استشاري الطب النفسي رئيس قسم التوعية الصحية مجمع إدارة للصحة النفسية بجدة، عن آثار المخدرات وما يمكن أن تسببه من أضرار بسبب احتوائها على مواد كيميائية.
وقال “باعيسى” أن المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويطلق لفظ (مخدر) على ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي.
وأكد عادل باعيسي أن استخدام المخدرات يؤدي إلى ما يسمى (متلازمة التبعية)، وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد، وتتضمن عادة رغبة قوية في الاستمرار بذلك على الرغم من العواقب الضارة، حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد عليها وظهور أعراض انسحابية.
كما تتطرق استشاري الطب النفسي لتعريف معنى “الإدمان” وأضاف: “هو رغبة قهرية للاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب اعتمادًا نفسيًّا وجسميًّا وتأثيرًا ضارًا في الفرد والمجتمع”.
وأشار “باعيسي” إلى أنواع المخدارت وأشكالها المتعددة مبينًا خطرها سواء ذات المصدر الطبيعي (القات، الأفيون، المورفين، الحشيش، الكوكايين، وغيرها)، أو ذات المصدر الاصطناعي (الهيروين والامفيتامينات وغيرهما)، وأيضًا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة.
وفيما يتعلق بالمخدرات الأكثر انتشارًا في المملكة، ذكر عادل باعيسي أن أكثرها مادة الحشيش، ثم حبوب الكبتاجون، ثم مادة الهيروين، وكلها مواد خطيرة تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية والجسدية الخطيرة.
وعن أسباب الوقوع في المخدرات، أكد “باعيسي” أن أسبابها تتضمن أن تكون “أسرية، بيئية أخرى، القدوة السيئة من قبل الوالدين، إدمان أحد الوالدين، التفكك الأسري، إهمال الوالدين لأبنائهم، أصدقاء السوء، الفراغ، السفر إلى الخارج دون رقابة، ضعف الوازع الديني، اضطرابات الشخصية، حب الاستطلاع”.
أما أعراض إدمان المخدرات فتشمل “النعاس، الرجفة، احمرار العينين، واتساع حدقة العين، عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام، فقدان أو زيادة الشهية، هالات سوداء تحت العينين، اضطرابات النوم”
وأشار “باعيسي” إلى أن آثار مضاعفات إدمان المخدرات خطيرة وتتضمن التالي:
– مضاعفات نفسية (مثل: التغير في الشخصية، والتدني في الأداء الوظيفي والمعرفي).
– أعراض ذهنية (مثل: الشعور باللامبالاة، وفقدان الحكم الصحيح على الأشياء).
– إصابة جهاز المناعة (مثل: الإصابة بالأمراض الجنسية، والأمراض الفيروسية كالتهاب الكبد الفيروسي).
– الاضطرابات الهرمونية (مثل: العقم والتأثير في عملية الإخصاب).
– التفكك الأسري ومشكلات الطلاق.
– انتشار الجرائم للحصول على المال أو المقاومة.
وأوضح الاستشاري النفسي أنه يمكن للاسرة أن تعرف أن لديها مدمنًا من خلال وجود “تغيير في الأصدقاءـ العدوانية- عزلة -انسحاب اجتماعي- ضعف في التحصيل الدراسي- كسل وغياب عن الدراسة أو العمل- زيادة غير مبررة في الحصول على المال- تذبذب وعنف في العلاقة مع الوالدين والإخوان والأخوات”.
أما عن طرق الوقاية من إدمان المخدرات، أوضح عادل باعيسي أنه سيتم ذلك وفقًا للتالي:
– تعزيز الوازع الديني لدى الأبناء.
– احترام رأي الأبناء وتشجيعهم على التعبير.
– اعطاؤهم الثقة بالبوح بمشكلاتهم والتقرب منهم.
– التركيز على المبادئ والثوابت الثقافية.
– تنمية اهتمامات الأبناء بأنشطة إيجابية كالرياضة والرسم والبرمجة وغيرها.
– تعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي والإحباط.
– تخصيص وقت للسفر لأداء العمرة أو للزيارة وأوقات للمرح معهم.
– تخصيص وقت لقضائه مع كل ابن أو ابنة ومشاركة الأب والأم أنشطتهم المدرسية.
– الحذر، إذ إن غالبية الآباء والأمهات لا يتصورون أن أبناءهم يمكن أن يستخدموا المخدرات.
– التركيز على قيمة الحب العائلي، وأن عدم الرضا عن فعل معين لا يقلل من قيمة الحب.
التعليقات
التضييق وتصعيب معيشة الناس أخطر من المخدرات
اترك تعليقاً