تعد ممارسة إخفاء مصادر النقود من الحكومات ممارسة قديمة تعود لقرون سابقة، السبب كان للتهرب من الضرائب غالبا، حيث لم يكن هناك نظام بنكي حديث.
وأوضح المهتم بالأعمال والاقتصاد، محمد سعد آل جابر، أن مصطلح “غسيل الأموال” لم يسجل إلا في القرن العشرين، ويقال أن ظهور المصطلح بسبب أحد أشهر زعماء المافيا “ال كابون” في العشرينيات.
وقال أنه في عام 1920 تم تمرير تعديل على الدستور يمنع انتاج ونقل وبيع الكحول في أمريكا، واستمر إلى 1933، وخلال تلك الفترة، ازدهرت عصابات تهريب الكحول، وكان من أشهرها عصابة “ال كابون” في شيكاغو، فيما تهريب الكحول مكن ال كابون من تحقيق إيرادات تتجاوز 100 مليون دولار سنويا (1.4 مليار بقيمة اليوم).
وواجه ال كابون مشكلة، فدخله مهول ولكنه تحت الرقابة، فلن يتمكن من تحويل أمواله الى أصول او الاحتفاظ بها في البنوك، ولذا عن طريق انشاء عدد من الانشطة قام بتمرير المبالغ الى حسابات تابعة له لتصبح قانونية، من ضمنها سلسلة محلات غسيل الملابس”laundermat”تجمع عدد من غسالات الملابس للإيجار، ولأن محلات غسالات الملابس يأتيها عدد كبير من الناس والدفع نقدي وكل عملية قيمتها بسيطة، يصعب على رجال الأمن المراقبة وتتبع مصادر النقد.
ويقال انه هذا بداية ظهور المصطلح ومنه اصبحت عملية ادخال الكاش من مصادر مشبوهة الى مشاريع نظامية ومن ثم البنوك تسمى “غسيل أموال” Money Laundery، على شهرة هذه القصة، الا انها ليست حقيقية، حيث لا دليل على وجود المصطلح في كتب التاريخ لتلك الفترة، فيما هو مثبت انه تم نشر مصطلح “غسيل أموال” لأول مرة في الصحف مع فضيحة “ووتر قيت” والتي أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون، والتي على إثرها تم سن قانون يجرم غسيل الأموال لأول مره في 1986.
ولاحظ الأمريكان في 2016 انتشار لمحلات مراتب الاسرة بشكل فضيع لشركة “ماترس فيرم”، وفي نفس الشارع عدة فروع، وفروع متقابلة لنفس الشركة! ظهرت نظريات مؤامرة حول محلات “ماترس فيرم”، كيف شركة عندها كل هذه المحلات تبيع منتج ما يتغير الا كل 10 سنين مرة!، والمحلات خالية من العملاء وبمساحات كبيرة!.
وبعد التحقيق في الموضوع، اتضح أن هامش ربح المراتب عالي جدا، من 50% على الأقل الى 90%، كما يشكل كثرة التواجد تسويق للشركة ،لتكون الخيار الأول في حال احتجت شراء مرتبة، فهو اقل تكلفة من الإعلانات اليومية لمنتج لا تشتريه الا كل كم سنة، والشركة كانت في عملية استحواذ على عدة منافسين، وفي عام 2016 تم تغيير اللوحات على المحلات للشركات المستحوذ عليها الى اسم الشركة الأم.
وفي مجال العطور مثلا، تكلفة تطوير عطر جديد (ابتكار تركيبة واسم وتصميم عبوة) تبدأ من 100 ألف دولار وقد تصل لعدة ملايين للأسماء الكبيرة، ولكن هذا مبلغ استثمار أولي يتم توزيعه على الآلاف او عشرات الآلاف من العبوات، تكلفة المكونات (السائل) من 3 دولار – 7 دولار للعطور التي تباع بـ 100 دولار الى 250 دولار.
التعليقات
كبير يا ال كوبان كبير
اترك تعليقاً