جازان غادة تعضي ظفائر جادليها بالفل، وتقدم مشروب المانجو مشفوعا بالعسل من ربى غزوان العلا والحلى، وتحتسي فنجان بنها الخولاني الأصيل على إيقاع هادئ من ترنيمات الطيور وأغاريد العشاق، في سهولها تتمايل قناديل سنابلها، متراقصة مع مقطوعات ذعذعة أنفاس خطورها، وفي وهادها تنوء العصبة أولو القوة بقوارير عسلها، وفي جبالها تتلألأ حبات بنها، وعلى جنبات أوديتها تتعدد أصناف فاكهتها وخضرتها، ومن بين ثنايا رياضها تبرق تباشير صندلها وكاكاوها واعدة بجودة تنافس المستورد، وتتفوق بسواعد أبناء تربتها ومنسوبي سعوديتها العظمى، وهناك على متاريس حدودها تتوافد جحافل جند الله من أبناء عزمها وحزمها فداء لأطهر ثرى، وولاء لأعظم ولاة أمر عرفتهم جزيرتها، وتغنى بهم كونها، أعزهم الله وبهم أعزها، فانتشت واستوت على سوقها.

جازان قمم وهمم، تتعانق مع السماء فترتسم الغيوم عصائب، وتجري الأودية والشعاب مسكا وعنبرا، وتترامى الشطآن أحلاما وجوهرا.

جازان علت ناصيتها بسمو أميرها الحبيب محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود، وتقافزت آمالها بسمو نائبه الغالي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود- يحفظهما الله- تلاقت الأيادي برعايتهما بيعة ولاء وفداء لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين – يرعاهما الله – فالخطوة سنوات ضوئية نحو مستقبل الرؤية إحدى محطاته، وبلوغ الثريا منتهى طموحاته.

جازان بالأمس فل وحريد، واليوم عسل، وغدا بن، فاجتمعت في منطقتنا إيقونة ثلاثية الأبعاد تؤطرها عقود الفل والضوء، وتسقيها الدماء الزاكية، وتحميها قبضة تفوق الفولاذ والحديد قوة.

هنيئا لنا القيادة والشعب والوطن، ولله مزيد الحمد والشكر على دينه ونعمة السعودية.