أزاحت وثائق سرية، الستار عن تورط شركة اتصالات عملاقة بالمساعدة في دفع رشاوى لتنظيم داعش الإرهابي، لمواصلة بيع خدماتها بعدما سيطر المسلحون على أجزاء كبيرة من العراق.

وأوضحت الوثائق المسربة الخاصة بتحقيقات داخلية تجريها الشركة، أنها عرّضت مقاوليها للخطر وسمحت باختطافهم من قبل المسلحين، بحسب تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية؛ حيث بعد احتلال داعش لمدينة الموصل عام 2014، سيطر التنظيم على حوالي 40٪ من العراق، وقام بتمويل إدارة المنطقة من خلال مزيج من الضرائب وبيع النفط والنهب حتى طرده في عام 2017.

وكشفت الوثائق أن الشركة، التي تعمل في العراق منذ سنوات وباعت معدات بقيمة 1.9 مليار دولار بين عامي 2011 و2018، تلقت عروضاً من شركات كانت مستعدة لنقل بنيتها التحتية عبر العراق، واختارت الشركة متعددة الجنسيات مقاولاً يكلف أموالاً أكثر من الشركات الأخرى، لكنه وعد بتسليم مضمون وأسرع، بحسب موقع “العربية.نت”.

وذكرت الوثائق أنها ترجح تكون التكلفة الأعلى من المدفوعات قد استخدمت في دفع الرشوة إلى مسلحي التنظيم على طول طرق النقل، كما تم دفع مدفوعات غير لائقة لمسؤولي الجمارك للالتفاف على الضرائب الحدودية، فضلًا عن أن موظفي الشركة قد تورطوا في سوء سلوك واسع النطاق في العراق وارتكبوا انتهاكات “خطيرة” لأنظمتها، بما في ذلك المدفوعات غير المنتظمة وعدم دفع الضرائب، بين عامي 2011 و2019.