تذيع القناة السعودية حلقة جديدة من برنامج “حكايا سعودية”، حيث تطوف بالجمهور في عوالم جمال وفن الخط العربي من عمق التاريخ، حيث ما زالت الجزيرة العربية تحتفل بذاكرة اللغات القديمة وهي حاضره في شكل نقوش على الجبال والجدران القديمة من الشمال الى الجنوب.

ويعرض برنامج “حكايا سعودية” الذي يقدمه عبدالله الجمعة رحلة الخط العربي وتاريخه وجماله، معرجا على إحدى مواطنه وهو منطقة جازان، حيث لديها قصة مع فن الخط العربي، لطالما مرّ فنانون من هنا ولكن على مرور الوقت تطور هذا الفن والفنانون بالنسبة للخط العربي، الذي تؤكد مصادره أنه بدأ منذ القرن الأول الهجري.

وجاء تخصيص برنامج “حكايا سعودية”، حلقة حول الخط العربي، في وقت أصبح فيه فنا بصريا مستقلا، حيث يشاهد في المساجد وفي المدارس والنوافير والصخور والجبال، بينما يتم نقل هذا الفن من جيل إلى جيل لتسليط الضوء على جمال الخط العربي، الذي أخذ نشره مساحة كبيرة حول العالم.

ولو رجعنا للتاريخ في مجال الخط العربي لمصادر التاريخ أن أول من خط هو نبي الله إسماعيل عليه السلام ونقل هذا الفن الخطي إلى ابنه دومان عليه السلام الذي سكن دومة الجندل ويستشهد المؤرخون أن أول من تعلم فن الخط العربي هم أهل دومة الجندل الذين يفتخرون بهذا الإرث الجمال الذي انتشر من عندهم الى كافة انحاء العالم.

وفي أسبانيا، أخذ الآلاف يزورون المعالم التاريخية العربية والاف الصور تتميز بجمال الخط العربي كجزء اساسي من قصة المكان وتاريخه، إذ إن هذه النقوش والمخطوطات على الجدران يناهز عمرها قرابة الف سنة وإلى يومنا هذا تدهشنا كأنما كتبت بالأمس ، حيث إن تأثير الخط العربي في أسبانيا نشأ عنه نوع من الخطوط اسمه الخط الأندلسي وتوجد في أسبانيا قرابة 10 مدارس لتعليم الخط العربي.

وفي أسبانيا، يزور الملايين سنويا المعالم التاريخية العربية والاسلامية من قصور وقلاع وغيرها ويستمتعون بزخرفتها بجمال الخط العربي لأنه بالفعل جزء من قصة هذا المكان وتاريخه بجانب جمال عمارتها، في حين إن بعض المنقوشات والخطوط في هذه القصور يزيد عمرها عن الف سنة ولكنها ثابتة كأنها منحوتة البارحة.

وعلى الصعيد السعودي، تعتبر المملكة مركز أصيل للخط العربي، حيث احتوت واصدرت مجموعة من أبرز الأسماء في الخط العربي ومن أشهرهم عبد الرحيم أمين الذي خط على كسوة الكعبة المكرمة وباب الكعبة والخطاط الشهير عبد الرزاق خوجة الذي خط لأول مرة العملة الورقية والمعدنية في عهد الملك فيصل بالإضافة إلى الخطاط عثمان طه الذي اشتهر بكتابته لمصحف المدينة المنورة والذي صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكذلك عميد الخطاطين السعوديين ناصر الميمون الذي تحصل على أكثر من 30 جائزة في مجال الخط العربي.