كشف الاقتصادي عبدالحميد العمري، المقصود بخدعة الإدخار، قائلا:”قد يكون مجديا البدء بـ “خداع” الدماغ أو النفس أو السلوك لدينا بخصوص ممارسات استهلاكية معينة، ليس شرطاً أنّها سيئة؛ بقدر ما أنّها قد تتحول إلى أن تصبح سيئة في أوقات التضخم والغلاء، التي تؤدي إلى تآكل القيمة الحقيقية للنقود في جيبك/حسابك”.

وأوضح عبدالحميد العمري:”تبدأ “الخدعة” من فتح “حساب بنكي آخر” في نفس البنك الذي يتم استلام الراتب أو أي مبلغ منتظم شهري فيه ولا تستخرج له بطاقة صرّاف ولا يحزنون تدريجيا؛ درّب نفسك عند عاداتك الشرائية المعتادة على التوقف عن فعلها مثال، شراء مشروبك المعتاد”.

ولفت:” تغيير المشروب بآخر مماثل له، لكن بسعر أرخص “لازم يكون الفرق مجدي” أوهم نفسك أنك اشتريته، وأنت بالفعل لم تشتريه وقم بتحويل المبلغ عبر تطبيق البنك من حسابك “حمّال الأسيّة” إلى حسابك الآخر الجديد الأبكم الأصم الذي لا بطاقة صرّاف له المهم؛ أن المبلغ خرج منك متجها إليك”.

وزاد:”كرر الأمر مع المطاعم والبقالات ومولات التسوّق (والهجولة)، ومارس “خدعة الحرب” نفسها مع السلع وطلبات البيت، اشتر الأقل سعراً وطنّش السلع الغالية، وقاطع منتجات المغالين بالأسعار إذا كنت تستطيع أو استبدلها! تخيل نفسك “قائد جيش” في معركة، وتريد انقاذ جنودك “فلوسك” من هلاك التضخم!”، موضحا:”كل مبلغ توفّره بعدم الشراء، أو تخفّضه بالتوفير وتبديل السلع من الغالية إلى الأرخص.. حوّله مباشرة إلى حسابك الأبكم الأصم منها أوهمت شيطان “الصرْف” بأنك صرفت، ومنها حفظت “القرشين” اللي عندك!! تتساءل ما نتيجة ما سبق من كرٍّ وفرٍّ؟!”.

وأضاف:”إذا رأيت الأمر مستحيل أو مؤلم أو أي وسوسة قد تأتيك من الوسواس الخنّاس “شيطان” الصرْف!! تذكّر “تطفيرة” آخر الشهر، وتذكّر أن حسابك الأبكم الأصم هو من ابتلع تلك الوفورات وثمرة خداعك للتضخم والغلاء وتلاعب البائعين وووو!! تذكّر أنك آخر الشهر الآن تمتلك 3750 أو حتى نصفها 1875 ريال”.

وتابع:” سيكون لديك آخر العام بعد 12 شهر، إذا نجحت في هذا المشوار المرهق والشاق؟! وكم سيكون لديك بعد 5 أعوام، باختصار؛ سيكون لديك بعد عام إذا نجحت 100% نحو 45,625 ريال، وإذا نجحت 50% نحو 22,813، ولديك بعد 5 أعوام بنجاح 100% نحو 228,125 ريال، وبنجاح 50% نحو 114,063 ريال”.