صورتنا الذاتية بعين الاخر
نحن نخضع في كل لحظة من حياتنا لمراقبة الاخرين سواء كانت متعمدة ام غير متعمدة ، الناس يصدورن احكامهم علينا ويطلقون اراءهم طوال الوقت ، استجابتنا لهذه الاراء قد تختلف من شخص الى اخر .
الرغبة في اعتمادات الاخرين وتأكيدهم على نقاط قوتنا هي طبيعة يشترك فيها معظم البشر، لكن المبالغة في الامر لها اثر سلبي كبير على ثقتنا بأنفسنا والصورة التي نتبناها عن ذواتنا.
في حال كانت اراء الناس عنك سلبية فقد تحتار في طريقة التعاطي المناسبة مع ذلك ، فهل اخطأ الناس في تقيمك لذلك اختلف ادراكهم لك عما تحمله من اراء عن نفسك ؟!
ام ان الناس لهم دوافع خفية بدافع الغيرة او الرغبة في اثبات التفوق مثلا لذلك تعمدوا اصدار اراء سلبية عنك، او قد تكون التجارب الشخصية التي تشكل نوع من الفلاتر العقلية يحكم الشخص على الاخرين من خلالها.
يمكن ايضا ا ان هذه الاراء تكونت نتيجة فشلك في التعبير عن نفسك او التعبير بطريقة خاطئة انتجت تلك الانطباعات المشوهة عنك .
او ربما انت ما اخطأت في تقييم نفسك واعطيتها اكثر من حجمها نتيجه تضخم الانا عندك .
من المهم ان ندرك ان ما يحمله الناس عنا من انطباعات ومايطلقوه من احكام ماهو الا مرآة لصورتنا الذاتية في عين انفسنا وما نحمله من انطباعات واعتقادات عن ذواتنا ، اذا كنت تعتقد عن نفسك انك متفوق ، قوي ومجتهد من المؤكد ان هذه الصورة التي يراك عليها الاخرون.
ايضا قد تتأثر صورة الذاتية بحسب الشخص الذي نستمد منه الرأي، الاقتصار على الاحباء والاصدقاء قد يعطينا انطباعات غير حقيقية لأن الحب احيانا يخلق تحيزات فكرية تؤثر في الحكم على الامور ،فيجب ان ننصت ايضا لأراء المحايدين وحتى النقاد( الحقيقين وليس المغرضين) ، فاذا كان الاصدقاء هم مصدر لتعزيز ثقتك بذاتك واعجابك بها فالمحايدين سيساعدوك على ادراك موضوعي للذات وتقييم حقيقي لنقاط الضعف والقوة تعينك في العمل على تطوير ذاتك .
واخيرا ،،، استفيد من اراء الناس لتحسين ذاتك والعمل عليها والنظر للامور بوجهات نظر مختلفة ، لكن احذر ان تصبح عبدا لآراء الناس فتتضخم صورتك عن ذاتك بأعجابهم وتنكمش اذا واجهوك بالنفور او الانتقاد، وتحدى الضوضاء حولك كل يوم لتحب ذاتك وتؤمن بها بعمق وشمولية اكبر .
