دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع، حيث أن المتظاهرين الإيرانيين لن يغادروا الشارع بسهولة، لاسيما أنهم يسعون لإحداث تغيير جذري، ولم يخشوا قوى الأمن الإيرانية.

فيما بات عناصر قوات الباسيج شبه العسكرية، يخافون الناس، وخاصة أن النساء يخلعن يومًا بعد يوم الحجاب في موجة عصيان مدني استهدفت قانون فرض الحجاب.

 وتبدو السلطات الإيرانية عاجزة أمام هذه الإشكالية بالنسبة لها، كونها تؤثر في النساء في جميع الأعمار وفي الأمهات والآباء والإخوة والأخوات، وقضية تتجاوز سياسة النظام الداخلية والخارجية.

وأظهرت صور وفيديوهات الاحتجاجات، التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، جرأة أكبر من المحتجين بالتعاطي مع قوات الأمن وعناصر الباسيج، ولعل أبرزها مقطعاً مصوراً من مدينة شيراز، أمس، يظهر شباناً يحررون أحد المعتقلين من يد عناصر شبه عسكرية ويقومون بضربهم.

وأطلق على قوات الباسيج في إيران تسمية «فرق الدراجات النارية» لأن عناصرها، غالبًا ما يستخدمون الدراجات النارية على نطاق واسع لسهولة التحرك خلال قمع الاحتجاجات.

وفي بداية الاحتجاجات الجديدة المستمرة، استخدمت قوات الباسيج تكتيك الدراجات النارية للقمع في عدة مناطق، وتشكلت فرقة من 100 إلى 150 من راكبي الدراجات لاقتحام مناطق الاحتجاجات وتنفيذ اعتقالات خاطفة وبث الخوف والرعب بين المتظاهرين، لاسيما ان هذا التكتيك نجح عدة مرات في السنوات الماضية، خصوصاً عام 2009 إبان اندلاع ما سمي بالثورة الخضراء، وأيضًا في بعض المناطق الأخرى عندما كانت إيران تشهد احتجاجات متفرقة.

غير أنه أثناء الاحتجاجات الجارية حاليًا، فشلت قوات الباسيج في قمع المحتجين بهذا التكتيك، ولأول مرة تواجه قوات التعبئة شبه العسكرية احتجاجات في أكثر من 120 مدينة من شمالي إيران الى جنوبيها ومن شرقيها الى غربيها على مدى 25 يوما متواصلة، وهو ما لم تتوقعه الدوائر الأمنية الايرانية، ما وضع قوات الباسيج التي يعتمد عليها النظام في موقف الدفاع وليس الهجوم.

خلال جائحة كورونا، كان معظم الطلاب يتلقون التدريس عبر الإنترنت باستخدام الأجهزة الذكية، وهذا التحول فتح عيونهم على العالم الآخر وتطور الدول المحيطة بإيران وكشف لهم حجم معاناتهم وتأخرهم مقارنة مع الدول الأخرى.

تقول سارا مفيدي وهي معلمة وباحثة اجتماعية إيرانية من طهران بحسب القبس الكويتية أن التحول الرقمي الذي شهدته المدارس خلال جائحة كورونا ساهم في ربط طلبة إيران بطلاب العالم وكانت تشكل مجموعات تعليمية، هذا التحول ساهم في ارتباط الطالب الإيراني بالعالم الخارجي وبدأ يقارن الطلبة تجارب العالم مع بلادهم، وهذا ما غفل عنه النظام الإيراني، لذا بتنا نلاحظ أن طلبتنا بالمدارس يسألوننا عن أوضاعهم وحقوقهم الأساسية، ولم نستطع أن نجيبهم بصراحة حتى جاءت شرارة الاحتجاجات وانتقل مطلبهم إلى الشارع.