امتزجت مشاعرنا بالحنين للماضي حيث كنا نشعر بالسعادة المطلقة رغم بساطة الحياة ونقاء القلوب وتصافي الأنفس، لم تكن الحياة بذلك الترف الذي نعيشه ونشاهده اليوم، لكن كانت النفوس عظاماَ، تلك النفوس التي تشعر بغيرها وتدق باب جيرانها لتتفقد حالهم وتسأل عن أحوالهم، تلك الضحات الصادقة التي يمتلئ بها المكان صخبة كانت تخرج من منبعها الحقيقي دون تزيف او مراوغة، وبين طيات تلك الحياة ترتسم لنا بسالة الرجال وشهامتهم وصدق النساء ومحبتهم، لم تشغلنا الحياة عن أهل ولا جيران ولا اولاد، كما اشغلتنا اليوم عنهم، لم تجد جار يسال عن جاره ولا حتى في نفس المنزل تجد كل واحد يعيش في عالمه الافتراضي الذي اختاره له، اصبحت الضحات مزيفة ونفوس تحمل الكثير على الآخرين، لم تجد تصافي القلوب ولا تلك النوايا الصادقة، فقط تعيش مع بشر ليسوا معك في ارواحهم فقط أجسادهم التي تخيل إليك أنهم موجودون، لكن أرواحهم أصبحت بعيدة كل البعد عنك، فهل نستفيق يوماً من هذه الغفلة ونعود إلى عالمنا الحقيقي بمشاعرنا الحقيقة.