أظهرت صورة نادرة الشيخ عمر المختار رحمه الله، قبل 92 سنة تقريبا، من مفاوضات سيدي أرحومه بين المقاتلين الليبيين والاحتلال الإيطالي.

وظهر في يسار الصورة، عمر المختار وبجانبه سعيد حسن الرضا السنوسي والجنرال بيترو باديلو، حيث التقطت عام ١٩٢٩م.

وكان عمر المختار ولد عام 1862 في قرية جنزور قرب مدينة طبرق غير بعيد من الحدود المصرية وتربى يتيماً حيث توفي والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى الحج بمكة، بصحبة زوجته عائشة، بعد فترة قصيرة من ولادته.

وتلقى عمر المختار تعليمه الأول على يد كبار علماء ومشايخ الحركة السنوسية “حركة دينية صوفية” في مقدمتهم الإمام المهدي السنوسي قطب الحركة فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وهذا الارتباط المبكر بالحركة السنوسية كان له أثر كبير على حياته كلها بعد ذلك.

ومع بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 لعب عمر المختار دوراً بارزاً في قيادة المقاومة الليبية في شرق البلاد منذ بدايتها وعندما بدأت البارجات الحربية في قصف مدن الساحل الليبي في درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان المختار مقيماً في جالو بالجنوب الشرقي وسارع إلى مراكز تجمع المقاتلين حيث أسهم في تأسيس دور بنينة (قطاع مقاوم) قرب بنغازي وتنظيم المقاومة.

وشهدت تلك الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912 أعظم المعارك في تاريخ المقاومة الليبية التي كانت الغلبة فيها بشكل مستمر للمقاتلين المحليين على رغم فارق العدة والعتاد والسبب في رأي كثير من المؤرخين يرجع لحسن القيادة التي كان على رأسها عمر المختار.