هذا العمر الذي يخشاه الكثير لأنه يحسسهم بالكبر وبداية سن الشيخوخة، لكنه العمر الذي اختاره الله للحكمة و الشدة هكذا قال الله في كتابه(حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين).

هنا تتجلى لنا اختيار الله للاربعين من العمر ليذكره في كتابه ويشير لنا أن هذا العمر هو كمال الإنسان ورجاحه عقله واكتمال المتعة لديه من المال والابناء فيأتي لنا مشيراً لان يحمد الله ويشكره أن بلغه هذا العمر وهو في صحته وبين ذريته وماله ويدعوا لهم ويقف بجانبهم فهو قد وصل إلى الحكمة المنتظره وبلوغ المرام.

ففي هذا العمر يتغير اهتمامات المرء وتتغير رؤيته للحياة، فلا تتوقف بل يمكنه الانجاز اكثر فلديه الحكمة الان والقدرة على اتخاذ القرار الصائب الذي لم يكن يستطيع فيما مضى اتخاذه،
فترى الكثير ممن بلغ هذا العمر أنهم انجزوا اكثر مما قبل في حياتهم الاسرية والنفسية والاقتصادية وبعضهم من حقق طموحه واحلامه في هذا العمر.

فليست الاحلام والاهداف فقط ترسم لعمر اصغر لكن ينقصها الحكمة والمرونة والذكاء واتخاذ القار المناسب، لكنني رأيت من النوابغ من عرف بعد الأربعين بكتاباته او بعلمه وماحققوه على ارض الواقع.

فالاربعين هو العمر المناسب لكل شي حتى للزواج والعمل الذي تطمح له ولتكوين مشروعك فليس هو العمر الذي يدعك ترى نفسك عاجزا، بالعكس هو العمر الذي يكون بطن الفتوة والقوة وبين الشهوة والحكمة وبين التميز والانجاز.

الاربعين هو العمر الذي يحملك الي كل شي، تقرب فيه من الله اكثر وقف مع ابناءك وساندهم، واعطهم من حكمتك وخبرتك في الحياة دون تكلف، وتطوع في الاعمال الخيرية وترك لك أثرا، فقد جمعت هنا بين الدنيا والدين.